للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذ رفع لي سواد عظيم (١) فظننت أنهم أمتي (٢) ، فقيل لي: هذا موسى وقومه (٣) ، فنظرت فإذا سواد عظيم (٤) فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب (٥) " ١.

ــ

(١) السواد: ضد البياض، أي رفع لي أشخاص كثيرة، من بعد لا أدري من هم.

(٢) لكثرتهم، وإنما ظن ذلك لما أوحي إليه وأطلع عليه من كثرة أمته، ولم يعرفهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأشخاص التي ترى من بعد لا يدرك منها إلا الصورة.

(٣) أي موسى بن عمران كليم الرحمن. وقومه: أتباعه على دينه من بني إسرائيل، ففيه فضيلة أتباعه منهم، وأنهم كثيرون جدا، بل هم أكثر الأمم تابعا لنبيها بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ٢ أي في زمانهم، وذلك أن في زمانهم وقبله ممن كفر خلقا لا يحصون كحزب جالوت وبختنصر وغيرهم.

(٤) وفي رواية: "قد سد الأفق". وفي صحيح مسلم: " ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق " ٣.

(٥) لتحقيقهم التوحيد، وفيه فضيلة هذه الأمة وأنهم أكثر الأمم تابعا لنبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد كثروا في عهد الصحابة -رضي الله عنهم- وفي وقت الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، فملؤوا القرى والأمصار والقفار، وكثر فيهم العلم، وما زالوا على السنة في القرون الثلاثة المفضلة. وقد قلوا في آخر الزمان حقيقة لا دعوى، لا سيما وقد كثرت فيهم عبادة غير الله، واستحلال كثير من المحرمات، قال المصنف: وفيه فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية والكمية الكثرة والعدد، والكيفية =


١ مسلم: الإيمان (٢٢٠) , وأحمد (١/٢٧١) .
٢ سورة الجاثية آية: ١٦.
٣ البخاري: الطب (٥٧٠٥) , ومسلم: الإيمان (٢٢٠) , وأحمد (١/٢٧١) .

<<  <   >  >>