للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم نهض فدخل منزله (١) ، فخاض الناس في أولئك (٢) فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، (٣) وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا (٤) ،

ــ

= فضيلتهم في صفاتهم، وفي رواية: " ويدخل الجنة من هؤلاء من أمتك سبعون ألفا " ١. وفي رواية: " تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر " ٢. وأخرج أحمد والبيهقي وغيرهما: " فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفا " ٣. قال الحافظ: ((وسنده جيد)) .

ولمسلم: " مع كل واحد منهم سبعون ألفا " ٤.

(١) أي قام من مجلسه الذي حدثهم فيه بهذا الحديث، فدخل منزله أي داره، وله تسعة أبيات بحجرها من جريد مشورة بمسوح الشعر عن يسار المصلي، قبل أن يزاد المسجد، ثم أدخلت فيه بعد ذلك.

(٢) أي تباحث الحاضرون وأفاضوا وتناظروا واختلفوا في شأن السبعين ألفا بأي عمل نالوا هذه الدرجة، فإنهم عرفوا أنهم إنما نالوا ذلك بعمل هو أفضل الأعمال. وفي لفظ: فتذاكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه إباحة المناظرة والمباحثة في معاني نصوص الشرع على وجه الاستفادة ولو كان بغير علم، وجواز الاجتهاد فيما لم يكن فيه دليل، لكن لا يجزم بصواب نفسه، قال المصنف: ((وفيه عمق علم السلف؛ لمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إلا بعمل. وفيه حرصهم على الخير)) .

(٣) فإنهم أفضل الخلق بعد الرسل، لا كان ولا يكون مثلهم.

(٤) من أن لهم مزية على من ولد في الجاهلية وهو كذلك، وقد يكون من أدركته الجاهلية أفضل كما في الحديث: " خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا "٥. وكما وقع لعمر وخالد وغيرهما.


١ البخاري: الطب (٥٧٠٥) , ومسلم: الإيمان (٢٢٠) , والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (٢٤٤٦) , وأحمد (١/٢٧١) .
٢ البخاري: الرقاق (٦٥٤٢) , ومسلم: الإيمان (٢١٦) , وأحمد (٢/٤٠٠ ,٢/٥٠٢) .
٣ أحمد (٢/٣٥٩) .
٤ مسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٧٧٠) , والترمذي: الدعوات (٣٤٢٠) , والنسائي: قيام الليل وتطوع النهار (١٦٢٥) , وأبو داود: الصلاة (٧٦٧) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٥٧) , وأحمد (٦/١٥٦) .
٥ البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٣٥٣) , ومسلم: الفضائل (٢٣٧٨) , وأحمد (٢/٢٥٧ ,٢/٢٦٠ ,٢/٣٩١ ,٢/٤٣١ ,٢/٤٣٨ ,٢/٤٨٥ ,٢/٤٩٨ ,٢/٥٣٩) .

<<  <   >  >>