للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكروا أشياء (١) ، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه (٢) فقال: " هم الذين لا يسترقون (٣) ولا يكتوون (٤)

ــ

(١) أي غير هاتين الخصلتين. وفي رواية: قالوا: أما نحن فولدنا في الشرك، ولكن آمنا بالله ورسوله، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا.

(٢) بما تفاوضوا فيه من أمر هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب.

(٣) أي لا يطلبون من يرقيهم استسلاما للقضاء وتلذذا بالبلاء، وهكذا ثبت في الصحيحين، وفي رواية لمسلم: "ولا يرقون" قال شيخ الإسلام: هذه الزيادة وهم من الراوي، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا يرقون وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن الرقى فقال: " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل "١. وقال: " لا بأس بالرقى إذا لم تكن شركا " ٢. وقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، ورقى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، والفرق بين الراقي والمسترقي أن المسترقي سائل مستعط ملتفت إلى غير الله بقلبه، والراقي محسن، وإنما المراد وصف السبعين ألفا بتمام التوكل، فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم.

(٤) أي لا يسألون غيرهم أن يكويهم، كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، وقوله: "ولا يكتوون" أعم من أن يسألوا ذلك أو يفعل بهم باختيارهم، والكي في نفسه جائز، كما في الصحيح عن جابر " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع له عرقا وكواه " ٣. " وكوى أنس من ذات الجنب، والنبي صلى الله عليه وسلم حي "٤. رواه البخاري. وفي الصحيح عن ابن عباس مرفوعا: " الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي " ٥. وفي لفظ: " وما أحب أن أكتوى" ٦.

قال ابن القيم: ((قد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع: أحدها فعله، والثاني عدم محبته، والثالث الثناء على من تركه، والرابع النهي عنه، ولا تعارض بينها؛ =


١ مسلم: السلام (٢١٩٩) .
٢ مسلم: السلام (٢٢٠٠) , وأبو داود: الطب (٣٨٨٦) .
٣ مسلم: السلام (٢٢٠٧) , وأبو داود: الطب (٣٨٦٤) , وابن ماجه: الطب (٣٤٩٣) , وأحمد (٣/٣١٥) .
٤ البخاري: الطب (٥٧٢١) .
٥ البخاري: الطب (٥٦٨٠) , وابن ماجه: الطب (٣٤٩١) , وأحمد (١/٢٤٥) .
٦ البخاري: الطب (٥٦٨٣) , ومسلم: السلام (٢٢٠٥) , وأحمد (٣/٣٤٣) .

<<  <   >  >>