للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقام عكاشة بن محصن (١) فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم (٢) . ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم (٣) ، قال: سبقك بها عكاشة (٤) .

ــ

قال ابن القيم: ((وقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات، والأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع ألم الجوع والعطش، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب، وتعطيلها يقدح في التوكل، فلا يجعل العبد عجزه توكلا، ولا توكله عجزا)) .

(١) بضم العين وتشديد الكاف، ومحصن بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد ابن حرثان بضم الحاء ابن قيس بن مرة الأسدي، من السابقين، شهد بدرا، واستشهد في قتال الردة مع خالد بيد طليحة سنة ١٢ هـ.

(٢) وفي رواية للبخاري: " اللهم اجعله منهم " ٢. فقتل شهيدا. وفيه طلب الدعاء من الفاضل لكن في حياته، أما بعد وفاته فشرك أكبر. وفي رواية: منهم أنا؟ قال: "نعم".

(٣) ذكره مبهما، ولا حاجة إلى البحث عن اسمه.

(٤) أي قال ذلك سدا للذريعة لئلا يتتابع الناس فيسأل من ليس أهلا فيرد، فيعرفه الحاضرون، وسبق إلى الأمر بادر إليه، وسبقه إليه تقدمه وخلفه.

فال المصنف: ((وفيه استعمال المعاريض، وحسن خلقه صلى الله عليه وسلم حيث لم يقل أنت منهم، ولا لست منهم)) . والحديث أورده المصنف غير معزو، وقد رواه البخاري مختصرا ومطولا، ومسلم واللفظ له، والترمذي وغيرهم.


١ مسلم: الإيمان (٢١٨) , وأحمد (٤/٤٣٦ ,٤/٤٤٣) .
٢ البخاري: اللباس (٥٨١١) , ومسلم: الإيمان (٢١٦) , وأحمد (٢/٤٠٠ ,٢/٤٥٦ ,٢/٥٠٢) .

<<  <   >  >>