للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أبي واقد الليثي (١) قال: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين (٢) ونحن حدثاء عهد بكفر (٣) ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها (٤)

ــ

= صحيح وإرادة صحيحة.: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} ١ أرسل إليهم الرسل بالحق المنير، والحجة القاطعة بإبطال عبادتها، وفي هذه الآيات من الدلائل القطعية على بطلان عبادة هذه الطواغيت وأشباهها مما لا مزيد عليها.

(١) واسمه الحارث بن عوف، صحابي مشهور أسلم قبل الفتح، وكان يحمل لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح، وخرج إلى مكة فجاور بها سنة ومات سنة ٦٨ هـ، وله ٨٥ سنة.

(٢) وفي حديث عمرو بن عوف عند الحاكم وغيره: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ونحن ألف ونيف حتى إذا كنا بين حنين والطائف إلخ. وحنين واد بشرقي مكة، بينه وبينها بضعة عشر ميلا، قاتل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن بعد الفتح، والقصة مشهورة.

(٣) أي قريب عهدنا بالكفر؛ لأنه ممن أسلم يوم الفتح، يشير إلى أهل مكة الذين أسلموا قريبا، فلذلك خفي عليهم هذا الشرك; ولهذا اعتذروا مما صدر منهم. قال المصنف: ((فيه أن غيرهم لا يجهله ذلك، وأن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة)) .

(٤) أي يلبثون ويقيمون عندها ويعظمونها. والعكوف هو البقاء واللبث والإقامة على الشيء في المكان، عبادة وتعظيما وتبركا؛ وإنما عكفوا عندها لما كانوا يأملونه فيها من البركة، كما يعكف عباد القبور اليوم عندها ويجاورون، وتدفع الصدقات والنذور لتلك القبور، وفي حديث عمرو بن عوف قال: كان يناط بها السلاح =


١ سورة النجم آية: ٢٣.

<<  <   >  >>