وينوطون بها أسلحتهم (١) ، يقال لها: ذات أنواط (٢) ، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط (٣) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر إنها السنن (٤)
ــ
= فسميت ذات أنواط، وكانت تعبد من دون الله، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم صرف عنها في يوم صائف إلى ظل هو أدنى منها إلخ. فيجمع بينهما بأن عبادتها هي العكوف عندها رجاء لبركتها.
(١) أي يعقلونها عليها لتنالهم بركتها، فعبادتهم لها بالتعظيم والعكوف والتبرك، وبهذه الثلاثة العكوف والتعظيم والتبرك عبدت الأوثان من دون الله، ولفظ ابن إسحاق وغيره:"وكانت لقريش شجرة خضراء عظيمة، يأتونها كل سنة فيعلقون عليها سلاحهم، ويعكفون عندها ويذبحون لها ".
(٢) جمع نوط وهو مصدر، سمي به المنوط، وإنما سميت بذلك لكثرة ما يناط بها من السلاح. وفي رواية:" فتنادينا من جانبي الطريق، ونحن نسير إلى حنين يا رسول الله اجعل لنا " إلخ.
(٣) سألوه أن يجعل لهم شجرة مثلها يتبركون بها، ويعلقون عليها أسلحتهم، ويعكفون عندها، ظنا منهم أن هذا أمر محبوب عند الله، وأنه صلى الله عليه وسلم لو جعل لهم مثل ذلك لجاز اتخاذها لحصول البركة، فطلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فهم أجل قدرا من أن يقصدوا مخالفة النبي على الله عليه وسلم.
(٤) أي الله أجل وأعظم، صيغة تعجب، وإن كان إجلالا لله وتنزيها له عما لا يليق بجلاله وعظمته، ومما لا يليق بجلاله وعظمته أن يتخذ شجرة يطلب منها البركة. "إنها السنن" يعني سلكتم كما سلك الذين من قبلكم السنن المذمومة، والسنن بضم السين الطرق، والمراد تقليد من تقدمهم من أهل الشرك، وفي رواية:"سبحان الله" =