حتى تنال منه، بينما نجد الشنفرى وهو الخائف المطلوب ينام فإن هو نام فعين الجنايات لا تنام، هذه الصورة يجسدها في هذا التعبير:
تنام إذا ما نام يقظى عيونها ... حثاثا إلى مكروه تتغلل
وكأنها ترسل عيونها وراءه باحثة عنه في كل مكان كي تنزل به ضربتها وتقضي فيه بحكمها.
وهو بهذا منح الهموم ذاتا مستقلة عنه وجعلها مؤرقة قد ينام هو, وإذا نام فبعين واحدة؛ لأن الهموم تنغص عليه نومه ويقظته، أما هي فدائما ساهرة.
ومن ذلك تصويره للهموم الطارقات التي يعمل لصدها فتحيط به من كل جانب، بل أنها تمسك بتلابيبه بكل ما فيها من ثقل وإلحاح حتى ألفها وأصبحت جزءا من حياته، يهيئ نفسه لمواعيد قدومها التي أصبحت ثابتة في زيارتها له.
وإلف هموم ما تزال تعوده ... كحمى الربع أو هي أثقل
وهذا البيت يعكس مدى ما يعانيه في حياته من قلق واضطراب, وكأنه أدرك أن الحمى قد تحتمل في بعض أطوارها وبذلك لا تتكافأ مع ما