يشبه نفسه بالذئب الذي يبحث عن الطعام لذئاب أخرى، هذه هي الصورة الكلية والتي تتضمن في داخلها صورة أخرى جزئية.
ويقول عن الذئب المشبه به تهاداه التنائف فكل تنوفة تقدمه هدية إلى أخرى، مع ما تنطوي عليه الكلمة من سخرية مريرة تجعلنا نتصور الشنفرى وهو يندب حظه ويأسى لهذا المصير الأليم، ويعبر عن يأس الذئب وخيبة أمله في الحصول على الطعام بقوله: يخوت, أي يصوت ويطلق صيحاته العالية، وبقوله: يعسل, ليوحي باضطرابه وفقد توازنه وحركته اللاإرادية، وكذلك قوله: لواه القوت، ولم يكن هناك قوت, وقوله: أستف ترب الأرض فهو خير له من أن يتلقى نعمة ممن يمن عليه أو يستند له, والكلمة بهذه الصورة أستف تشعر بتكرار هذا الأمر والإكثار منه مع تقبله له، وهذا المعنى لا يتأتى لو قال آسف، أو آكل تراب الأرض، وكأنه مستعد لأن يأكل التراب لا مرة واحدة بل أكثر من مرة، وأشد من ذلك أيسر عليه من الهوان.
وقوله فؤاد مشيع للدلالة على جرأته وقوته وكأن له أتباعا وأنصارا وشيعة وعشيرة تؤازره وتقف إلى جانبه، ولا شك أن هذا المعنى لا يتأتى لو استبدلنا بهذا الوصف كلمة أخرى.
من حيث أمه، إلى غير ذلك من الكلمات المصورة والمعبرة التي نراه يستخدمها حين يتحدث عن كثرة جناياته وكيف أنها تقض