للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تردوا برداء الأمن وتزيوا بثيابه، وتسعفه اللغة في الإلحاح على هذه الفكرة وتقويتها حيث يقارن بين موقف قومه وموقف عدوهم، لا تفزعون وهذا الليث قد فزعا.

وفي قوله قد أظلكم هول له ظلم خيال رائع مبدع حيث صور الهول الذي يحلقهم من عدوهم إن توانوا في مواجهته بالسحابة الكثيفة المظلمة التي تملأ الافق فتظلهم وتحيط بهم، والتعبير بقوله أظلكم يوحي بقرب خطر العدو، وأحيانا يصورهم بالنيام، مالي أراكم نياما في بلهنية للدلالة على الأمن والطمأنينة اللذين يغشيانهم، لأن الخائف والمهموم لا تكتحل عينه بالنوم.

وحين يستنفر قومه يرسم لهم خطة اللقاء وطريق المواجهة يلجأ إلى التصوير أيضا في قوله: استشعروا الصبر فهو يريد أن يحث قومه على الصبر ليجعلوه طبيعة لهم في جل أمورهم ولا سيما عند اللقاء، فيصور الصبر بشعار يلي الجسد ويأمرهم أن يتزيوا به وتأتي الصورة المقابلة لتؤكد المعنى لا تستشعروا الجزعا.

وفي قوله: ماذا يرد عليكم عز أولكم تصوير فالشاعر حين رأى غفلتهم وتوانيهم عن مواجهة عدوهم، تصور أنهم يعتمدون على مجدهم وماضيهم الزاهر فصور هذا الإرث العتيد بشخص يعجز عن أن يرد عليهم ما سلب منهم، إن هم قصروا في حمايته وتوانوا في الدفاع عنه.

<<  <   >  >>