يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربْك حتى تقول الهامة اسقوني
التحليل
وينتقل الشاعر من أسلوب العرض والقصص، ويتصدى للائمية آخذا في الحديث عن العناصر فلسفته التي تحكم سلوكه وتوجه تصرفاته، ويخاطب من يلومه أو يزجره على شهوده المعارك خوفا على حياته وحرصا على سلامته، وعلى عكوفة على اللذات وما يتبعها من تبديد الأموال خوفا عليه من الفقر، فيسفهه وينعي عليه غباوته وعمايته عن مصيرهم والموت المحتم الذي سوف يلم بهم، ذاهبا بكل ما جمعوه من مال أو متاع، ثم يقول لهذا اللائم هل تستطيع أن تمنحني الخلود في هذه الحياة وترد عني منيتي أن وافتني، والإستفهام إنكاري فإن كنت لا تستطيع أن تخلدني، فدع لومي وتعنيفي، حتى أؤكد ذاتي في شهود المعارك فأكون جديرا بالوجود، وأغتنم من اللذات ما أستطيع قبل أن يدركني الفناء.
فهو في هذا البيت:
فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي ... فدعني أبادرها بما ملكت يدي