للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الضعف والهزال وضمور الجسم ونحوله بسبب الجوع، ما دفعها إلى أن ترد على استغاثته بأخرى مثلها.

وتسلسل من الحديث عن الذئب إلى الحديث عن رفاقه الذين جمعت المشاعر المشتركة بينهما، فهذه الذئاب قد حركها البحث عن الطعام كذلك، ويصفها بالضمور والنحول، فهي مهلهلة قليلة اللحم قد ابيض منها شعر الوجه، فأصبحت شاحبة الوجوه كأنما تعالج سكرات الموت، لهول ما تقاسيه من الجوع والظمأ، فهي أسوأ حالًا منه، كأنها في اضطراب حركتها وعدم انتظامها تشبه سهام المقامرة في يد الياسر فالذئاب التي تلتقي مع الذئب الذي يشبه به نفسه على غاية واحدة كما تشبه سهام الميسر في حركتها البيت/٢٩ تشبه هنا كذلك رئيس جماعة النحل في وسط مجموعته وقد جد في السير وتحركت معه مجموعة النحل حين عمد أحد طالبي العسل إلى خلاياها ليأخذ حاجته فحطمها، فطار النحل واضطرب لأنه أصبح بلا مأوى بعد أن تهدم بيته وفقد طعامه الذي ادخره لوقت الشدة، فحالة الذئاب النفسية كحالة النحل الذي طرد من خلاياه فأصابه الرعب والفزع.

ويواصل الشنفرى حديثه عن الذئاب التي تجمعت حول الذئب الجائع حين دعاها فيصفها في البيت ٣١ بأن أفواهها واسعة مرتخية، وأن أشدقها كذلك وقد تضامت شفاهها لجفافها فبدت مشقوقة الجوانب كأنها الشقوق في العصي، وكذلك كانت عابسة مغبرة

<<  <   >  >>