للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أيام الصيف القائظ الذي تعرض له دون أن يجد مأوى يستظل به أو ثيابا تمنع عنه هبوات النار:

نصبت له وجهي ولاكن دونه ... ولا ستر إلا الأتحمي المرعبل

وهو حافي القدمين فلا يستطيع لفقره وبؤسه أن يلبس خفا:

فإما تريني كابنه الرمل ضاحيا ... على رقة أحفى مرارا ولا أتنعل

وهكذا نراه هزيلا نحيلا يلبس ثيابا بالية ولا يتنعل، وأن تنعل فخفا ممزقا. وقد طال شعر رأسه واسترسل على كتفيه وتلبد؛ لأنه لا يغسله ولا يمشطه حتى تراكم عليه من الوسخ والأقذار ما يشبه ما يعلق بأذناب الإبل والغنم لبعد عهده بالدهن والأفتلاء:

وضاف إذا هبت له الريح طيرت ... لبائد عن أعطافه ما ترجل

بعيد بمس الدهن والفلي عهده ... له عبس عاف من الغسل محول

وبهذا كانت اللامية صورة حية وثيقة تاريخية صادقة لحياة الشنفرى، بل لحياة الصعاليك جميعا، بكل ما اشتملت عليه تلك

<<  <   >  >>