للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سويد قال: مر بي رسول الله وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي، فقال: "أتقعد قعدة المغضوب عليهم" ١، أي: القعود المتكبر، وروي عن أحد الصحابة أنه قال: أصابني رسول الله نائما في المسجد على بطني فركضني برجله، وقال: "ما لك ولهذا النوم، هذه نومة يبغضها الله" ٢، "وكان نائما مضجعا على وجهه"، وفي المشي أمر بالاقتصاد والتواضع، فقال تعالى: {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} ٣، وقال أيضا: {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً، كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً، ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} ٤.

وعند الكلام أمر مثلا بعدم رفع الصوت، وعدم التكلف أو التشدق في الكلام، فقال تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} ٥، وقال الرسول: " إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل البقرة بلسانها" ٦.

وعند معاشرة الناس دعا بصفة خاصة إلى مراعاة الشعور والإحساس الأدبيين لدى الآخرين في الحركات، فدعا مثلا إلى بسط الوجه عند المقابلة، ونهى عن تصعير الخد فقال تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} ٧، وقال الرسول: "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط وجوه وحسن خلق" ٨


١ التاج جـ٥ كتاب الأدب ص ٢٦٦.
٢ ابن ماجه جـ٢ ص ١٢٢٧.
٣ لقمان: ١٨-١٩.
٤ الإسراء: ٣٧-٣٩.
٥ لقمان: ١٩.
٦ التاج جـ٥، كتاب الأدب ص ٢٨٥.
٧ لقمان: ١٨.
٨ تفسير ابن كثير، جاء في صدد تفسير قوله تعالى: {لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} جـ٣ ص ٤٤٩.

<<  <   >  >>