للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودعا إلى عدم التناجي بين الاثنين دون الثالث، فقال الرسول: "إذا كنتم ثلاثا فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما" ١.

كما دعا إلى احترام كل إنسان بما يليق به من التقدير حسب دينه وعلمه ومنزلته بين الناس، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنزلوا الناس منازلهم من الخير والشر" ٢.

كما دعا إلى الظهور بالمظهر الجميل أمام الناس، فقد روي أن رجلا جاء إلى الرسول ثائر الرأس، فأشار إليه بإصلاح شعره، وجاء آخر وشعره جمة وأشار بقصه، ثم قال: "هذا أحسن"٣، وعندما سأله رجل هل من الكبر أن يكون ثوب الإنسان حسنا ونعله حسنا، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس" ٤. وكان ينصح دائما بتحسين الهندام وتجميل الظاهر وتطهير الثياب٥.

ولم يفرض الإسلام المبادئ الأخلاقية على سلوك الإنسان الظاهري فقط، بل فرضها أيضا على السلوك الباطني؛ لأن الحياة قسمان: قسم منها ظاهر محسوس والآخر باطن غير محسوس، وأهمية الأخير لا تقل عن أهمية الأول، بل إن مظاهر الأول ما هي إلا انعكاس للأخير، ولهذا كانت الأخلاق الإسلامية مركزة على الحياة الباطنة في الدرجة الأولى؛ لأنها إذا صلحت واستقامت صلحت الأخرى واستقامت، وصلاح هذه وتلك واستقامتها هما الطريق إلى السعادة


١ التاج جـ٥، كتاب الأدب ص ٢٦٦.
٢ المصدر نفسه، كتاب الأدب ص ٢٥٦، كشف الخفاء جـ١ ص ٢٤١.
٣ أ- مسند الإمام أحمد جـ٤ ص ١٨٠، ب، المستدرك على الصحيحين جـ٤ ص ١٨٦.
٤ التاج جـ٥، كتاب البر والأخلاق ص٣٢.
٥ المستدرك على الصحيحين جـ٤ ص ١٨٦.

<<  <   >  >>