الفعل ذاته وقد تنصب على شيء خارج عنه أي: على النتيجة أوالغاية منه.
أما الغاية فهي آخر ما يهدف إليه الإنسان من وراء فعله، إذن الغاية هي الهدف البعيد أو الغرض البعيد من الفعل، وإذن الغاية والإرادة قد تشتركان في هذا المعنى، فهناك عموم وخصوص من وجه بينهما، وقياس العمل الخلقي مرتبط بالمعنيين معا، ذلك أن المعنى الأول ضروري؛ لأن من ضروريات العمل أن يكون مقصودا مرادا حتى يدخل في مجال المسئولية الأخلاقية، والمعنى الثاني ضروري أيضا لتحديد درجات المسئولية والجزاء في العمل الأخلاقي. فالغاية تضفي على العمل حسنا أو قبحا بحسب نوعها من حيث الخير والشر.
دور النية والغاية في السلوك الأخلاقي:
فدور النية والغاية في السلوك الأخلاقي هام إذ لا يكفي أن يكون السلوك مطابقا للقانون الأخلاقي من حيث الصورة الخارجية بل لا بد للسلوك الأخلاقي من شكل ومضمون أو مادة وروح، ولهذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" ١، وقد بينا في المسئولية أن مجالها قسمان: ظاهري وباطني، ظاهرها الفعل المادي، وباطنها النية والغاية، فمن نوى نية حسنة فله أجر العمل بها وإن لم يستطع إلى ذلك سبيلا، وكذلك من نوى نية سيئة فعليه وزر العمل بها إذا حالت بينه وبين تنفيذها عوامل خارجية. والنية الحسنة تجعل الأعمال المباحة عبادة يثاب فاعلها عليها؛ فإذا نوى عند الأكل أنه إنما يأكل لأداء واجباته في الحياة يثاب عليها، حتى إتيان الرجل امرأته؛ فإذا نوى عند