للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأن أكره مساءته" ١. ونتيجة الاطمئنان إلى رعاية الله ونصره فلا يصيب هذه النفوس خوف ولا فزع عند المصائب والشدائد: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} ٢.

وأما تحقيق الأمن الخارجي فإن النظام الأخلاقي الذي وضعه الإسلام يكفل للفرد الأمن الخارجي، ذلك أن هذا النظام أوجب احترام الفرد في حريته وممارسة حقوقه الطبيعية، وحرم القتل والغصب والسرقة والاعتداء على الأعراض، وإلى جانب هذا دعا الناس إلى التبشير بالخير والنهي عن التشاؤم فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "بشروا ولا تنفروا" ٣، وقال أيضا: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني من الفأل الصالح الكلمة الطيبة" ٤، وقال "سوء الخلق شؤم" ٥.

وذلك ليعيش الناس في ضياء من التفاؤل بخير الحياة، كما أمر بالتعاون والتراحم واحترام مشاعر الناس وإحساساتهم الأدبية ليجد الناس الاستقرار والطمأنينة والأمن في معاملاتهم وفي حياتهم، ثم لم يكتفِ بوضع النظام بل أقام حكومة لتنفيذ هذا النظام وجعل الحكام مسئولين عن ذلك.

ولتحقيق الصحة الكاملة أمر الإسلام بثلاثة أمور:

الأمر الأول: الوقاية من الأمراض، وذلك بالأمر بمراعاة النظافة والطهارة


١ الأحاديث القدسية جـ١ ص ٨١، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة.
٢ يونس آية: ٦٢.
٣ التاج جـ١ - كتاب العلم ٧١.
٤ فتح الباري بشرح البخاري جـ١٢ ص ٣٢٤.
٥ منتخب كنز العمال في هامش المسند الإمام أحمد جـ١ ص ١٣٠.

<<  <   >  >>