للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في كل شيء؛ لأن أغلب الأمراض تأتي -كما يقول الأطباء- نتيجة عدم الاعتناء بالنظافة، ولهذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله نظيف يحب النظافة.. فنظفوا أفنيتكم" ١، وقال: "الطهور شطر الإيمان"، وأمر بتغطية الأطعمة والآنية من التلوث بالجراثيم، فقال: "أوكوا قربكم"، وفي رواية "خمروا الطعام والشراب" ٣، كما أمر بالابتعاد عن الأمراض المعدية والأماكن الموبوءة فقال: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها" ٤، وقال: "وفر من المجذوم فرارك من الأسد"، وقال أيضا: "لا يورد ممرض على مصح" ٦.

هنا نرى الرسول يأمر بعملية الحصار للمرض المعدي إذا أصاب فردا، أو بلدا كما تفعل الدول اليوم عندما ينتشر مرض معدٍ في بلد ما مثل: منع التنقل بين هذا البلد والبلاد الأخرى، ومنع الأفراد المصابين بمثل تلك الأمراض من الاتصال بغيرهم.

غير أنه ينبغي ألا نغفل هنا الإشارة إلى بعض النصوص الأخرى التي تفيد إنكار الرسول العدوى مثل: حديث "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة" ٧، ومناقشته مع الأعرابي في مسألة تعدي الجذام من بعير إلى آخر، وأكله -صلى الله عليه وسلم- مع المجذوم٨.


١ التاج كتاب الباس جـ٣ ص ١٦٢.
٢ صحيح مسلم، كتاب الطهارة جـ٣ ص١٠٠.
٣ فتح الباري بشرح البخاري جـ١٢، كتاب الأشربة ص ١٩٩١، والتخمير بمعنى التغطية.
٤ المصدر نفسه جـ١٢، كتاب الطب ص ٢٨٩.
٥ المصدر نفسه جـ١٢، كتاب الطب ص ٢٦٥.
٦ شرح العسقلاني على البخاري جـ١٢، كتاب الطب ص ٢٦٧.
٧ فتح الباري جـ١٢، كتاب الطب ص ٢٦٤.
٨ المصدر نفسه كتاب المرض والطب جـ١٢ ص ٢٦٥.

<<  <   >  >>