للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١- قال عبد الوهّاب الحلبيّ في رسالة إلى الشهاب الخفاجيّ:

"لقد طفحت أفئدة العلماء بشرًا، وارتاحت أسرار الكاتبين سرًّا وجهرًا، وأفعمت من المسرة صدور الصدور، وطارت الفضائل بأجنحة السرور، بيمن قدوم مَن اخضرت رياض التحقيق بإقدامه، وغرقت بحار التدقيق من سحائب أقلامه".

٢- قال عبد الرحمن الجبرتي, من النثر المرسل مبينًا نشأة مدرسة الهندسة في عهد محمد علي:

"لمَّا رغب الباشا في إنشاء محلٍّ لمعرفة علم الحساب والهندسة والمساحة، تعيَّنَ المترجم رئيسًا ومعلمًا لمن يكون متعلمًا بذلك المكتب، وذلك أنه تداخل بتحيلاته؛ لتعليم مماليك الباشا الكتابة والحساب ونحو ذلك, ورتَّبَ له خروجًا وشهريًّا، ونجب تحت يده المماليك في معرفة الحسابيات ونحوها، وأعجب الباشا ذلك فذاكره, وحسن له بأن يفرد مكانًا للتعليم, ويضم إلى مماليكه مَنْ يريد التعليم من أولاد الناس، فأمر بإنشاء ذلك المكتب، وأحضر له أشياء من آلات الهندسة والمساحة والهيئة الفلكية من بلاد الإنكليز وغيرهم".

٣- ولم يكن الشعر -إذا صح أن نسميه شعرًا- أرقى حالًا من النثر, وإنما كان صناعةً لفظيةً غثَّةً.

وهاك مثلًا مما قاله عبد الله الشبراوي١، يرثي أحمد الدلنجاوي, المتوفى سنة ١١٢٣هـ:

سألت الشعر هل لك من صديقٍ ... وقد سكن الدلنجاوي لحده

فصاح وخَرَّ مغشيًّا عليه ... وأصبح ساكنًا في القبر عنده

فقلت لما أراد الشعر أقصر ... فقد أرَّختُ مات الشعر بعده

٤٤١ ٦٠١ ٨١


١ كان عبد الله الشبراوي من أكابر شيوخ الأزهر، واشتهر بقوله هذا النوع من الشعر، وتوفي سنة ١١٧٢هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>