للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن قوله يتغزل:

نور زاهي الروض أم نور الصباح ... وابتسام الثغر أم زهر الأقاح

ونجوم تزدهي في أفقها ... بوميض البرق أم كاسات راح

ولا، ولا، بدر تمَّ ينجلي ... للندامى في اغتباق واصطباح

بمحايا يزدري شمس الضحى ... في معاني حسنه تعيا الفصاح

وقال مهنئًا مصطفى نعماني برتبة الباشوية, مؤرخًا في كل شطرٍ من أبيات القصيدة بتاريخ هذه الرتبة, وهو سنة ١٢٩٥.

بشير الهنا لاحت بيمن قدومه ... بدور بها نور البشائر قد صفا

وبدر التهاني فاق بالأنس نوره ... فأهدى لنا أسنى السرور وأتحفا

وهكذا حتى أتم خمسة عشر بيتًا, كل شطر منه يؤرخ سنة ١٢٩٥ مظهرًا بذلك مهارته وقدرته على الصياغة والنظم.

ومن أحسن ما قاله من الشعر هذه القطعة التي يتأسف فيها لفراق أحبابه:

لقد ذهب النوى بجميل صبري ... وأودع في حشاشتي الولوعا

وألبسني الأسى خلع التمني ... وألزمني التذلل والخضوعا

ونار الشوق أغراها غرامي ... على كبدي فقومت الضلوعا

ولي قلب تقلبه شجوني ... وتمنعه السكنية والهجوعا

يبيت مع الأحبة حيث كانوا ... ويصبح راجيًا منهم رجوعا

يرى أضغاث أحلام الأماني ... حقائق لا يزال بها ولوعا

تطوف به الحوادث وهو لاهٍ ... كأن الوهم ألبسه دروعا

وقائلة: إلام تحن شوقًا ... إلى حيٍّ أحلَّ بك الهلوعا

فقلت لها: وقيت اليأس إني ... أود بحبهم أدعى هلوعا

<<  <  ج: ص:  >  >>