للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد بالحجاز سنة ١٢٥٠هـ-١٨٣٤م, من أب مصريّ١ وأم من بلاد المورة, وعاد به والده إلى مصر بعد عودة جيوش محمد علي من الحجاز، ولكنه توفي ولما يبلغ عبد الله الحادية عشرة من عمره، فكفله بعض أقاربه، ودخل الأزهر, وتلقى العلوم المتداولة على كبار مشايخه، وكان في نفس الوقت يدرس اللغة التركية، فلما حذقها عُيِّنَ في القلم التركيّ في الديوان الكتخدائي، وظل مع اشتغاله بالوظيفة يتردد على الأزهر، والتحق بعدة وظائف ديوانية، ثم عُيِّنَ بمعية سعيد، وتولَّى فيها تحرير الرسائل الديوانية بالتركية والعربية، وظلَّ في منصبه حتى تولى إسماعيل عرش مصر، فأبقاه وقربه وسافر معه مراتٍ إلى الآستانة، ثم عهد إليه بتثقيف أولاده وغيرهم من أمراء الأسرة، فكان يباشر تعليمهم أحيانًا، أو يشرف على المدرسين أخرى, ولما نُقِلَ إلى وزارة المالية, كان له الفضل في جمع الكتب الموجودة بها، وضمها إلى دار الكتب حين أنشأها علي مبارك. وبعد ذلك عهد إليه بترجمة اللوائح والقوانين، وتنقيحها, فأدى هذه المهمة الجليلة على أكمل وجه، ثم عُيِّنَ وكيلًا لديوان المكاتب الأهلية، فرفع مستواها وجعلها صالحةً لتغذية المدراس الأميرية، فوكيلًا لنظارة المعارف مع شغله منصب الكاتب الأول في مجلس النواب، وقد ارتفعت طريقة تعليم العربية على يده, وهجرت طريقة الأزهر، ثم عُيِّنَ وزيرًا للمعارف في وزارة محمود سامي البارودي، ولما استقالت الوزارة بسبب الثورة العرابية، اتهم بممالأته للثوار بعد انتهاء الثورة، وقبض عليه, ولكنه برئ، فأطلق سراحه, وعاقبوه بقطع راتبه، فراح يستعطف الخديوي توفيق، وقال في ذلك قصيدته المشهورة:

كتابي توجه وجهة الساحة الكبرى ... وكبر إذا وافيت واجتنب الكبرا


١ أبوه محمد بليغ بن الشيخ عبد الله, وكان الشيخ عبد الله، من علماء المدرسين بالأزهر، أما محمد والد عبد الله فكري فكان مهندسًا بالجيش، ووصل فيه إلى رتبة صاغ، وحضر عدة مواقع حربية منها حرب المورة، وفيها تزوج أم عبد الله فكري، وولدته بالحجاز حين ذهبت مع زوجها في الحرب السعودية.

<<  <  ج: ص:  >  >>