للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلوح لآثار العقول عليهما ... أساطير لا تنفك تتلى إلى الحشر

رموز لو استطلعت مكنون سرها ... لأبصرت مجموع الخلائق في سطر

فما من بناء كان، أو هو كائن ... يدانيهما عند التأمل والخبر

يقصر حسنا عنهما "صرح بابل" ... ويعترف "الإيوان" بالعجز والسحر

كأنهما ثديان فاضا بدرة ... من النيل تروي غلة الأرض إذ تجري

وبينهما "بلهيب" في زي رابض ... اكب على الكفين منه إلى الصدر٢

يقلب نحو الشرق نظرة وامق ... كأن له شوقًا إلى مطلع الفجر

وليست هذه القصيدة الوحيدة التي أشاد فيها بالأهرام، وبقدماء المصريين, فله قصيدةٌ أخرى فيها مطلعها:

أيُّ شيء يبقى على الحدثان ... والمنايا خصيمة الحيوان

وله ثالثة مطلعها:

بقوة العلم تقوى شوكة الأمم ... فالحكم في الدهر منسوب إلى القلم

وفيها يقول:

فانظر إلى الهرمين الماثلين تجد ... غرائبًا لا تراها النفس في الحلم

صرحان ما درات الأفلاك منذ جرت ... على نظيرهما في الشكل والعظم

....................... ... ......................

ولاح بينهما لهيب متجهًا ... للشرق يلحظ مجرى النيلب من أمم


١ البهر: مصدر بهره, من باب: قطع, أي: غلبه وفاقه، والإيوان: إيوان كسرى أنوشروان, وقصره الأبيض, وكان يعد من عجائب الدنيا، وكذلك صرح بابل الذي بناه بختنصر.
٢ بلهيب: أبو الهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>