قد يظفر الفاتك الألوى بحاجته ... وليس يدركها الهيابة الخلط
مأخوذ من قول الشاعر العباسي:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
قوله:
وما الحلم عند الخطب والمرء عاجز ... بمستحسن كالحلم والمرء قادر
مأخوذ من قول المتنبي:
كل حلم أتى بغير اقتدار ... حجة لا جيء إليها اللئام
وهناك أبيات كثيرة تدل على نظرته إلى أشعار القدماء؛ وقد ذكرنا آنفًا أن البارودي لم يسرق، ولم يتعمد أخذ هذه الأبيات والسطو عليها، وإنما كثر محفوظه، وتأثر به كل التأثر، ولا سيما إذا كان يعارض قصيدةً لشاعر مجيد، فإنه يجاريه حتى لقد يختلط شعره بشعره, وتتعذر التفرقة بينهما، وذلك لجودة محاكاته وسلامة طبعه، وقد ترد على لسانه كلمات أو أبيات من أشعار القدماء دون أن يدرك؛ لأنها من محفوظه, وقد عرفنا أنه لم يتعلم قواعد اللغة والصرف وغيرهما, وإنما صار يقرأ الشعر يحفظه حتى مرن لسانه على قوله, وتملك أزمة اللغة، وطُبِعَ على الفصاحة، كل هذه الهنات التي ذكرناها مصدرها اعتداده بنفسه, واعتماده على ذاكرته, وعدم دراسته المنظمة؛ ولكنها تفاهةٌ لا تغض من شعره أو تضير منزلته بشيء.
٤- هذا وللبارودي مبالغات سقيمة من مثل قوله:
وما زاد ماء النيل إلّا لأنني ... وقفت به أبكي على الأحباب