للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى إخوانه بلسانٍ عذبٍ، وحجةٍ قويةٍ، وقد نشرت له جريدة "التميس" كتابًا طويلًا يدافع فيه عن ثورته ويبين أسبابها١.

ويعود عرابي من المنفى وهو في الستين من عمره، وقد وصف عودته منذ أن ودعه أهل سيلان حتى رست به الباخرة على شواطئ مصر وصفًا مؤثرًا٢. وقد ألف بعد عودته كتابه "كشف الستار" وقد عُنِيَ فيه بالحركة الأدبية إبان الثورة العرابية، حتى مقالات هؤلاء الذين تجنوا عليه ومفترياتهم، وقد دحضها وردَّ عليها، فمن ذلك تعليقه على ما كتب حمزة فتح الله, الذي كان يدعو إلى الهزيمة والتسليم، ويعد عرابي وإخوانه خونة مارقين عن طاعة الخديو، ويجب أن يفسحوا المجال للإنجليز كي يعيدوا الأمن والطمأنينة للبلاد، فيقول عرابي: "من الأقوال المأثورة ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تعلموا أولاد السفلة العلم"، وهو قول حكيم؛ لأنهم يتخذون العلم ذريعةً لتضليل العامة، وآلةً للتلبيس على الناس، ينصرون الباطل على الحق ابتغاء حطام يسير، أو ابتسامة أمير، أضلهم الله على علم فهم لا يهتدون، ومصداق ذلك أن الشيخ حمزة فتح الله, أنشأ مقالةً مفتراةً نشرتها جريدة "الاعتدال" التي أنشئت إذ ذاك, ضمنها من الأكاذيب ما يعجز عنه مسيلمة الكذاب" ويوردها عرابي ويعلق على بعض أجزائها بقول: "يريد الشيخ تسليم البلاد للعدو بلا قتال، لقد باع دنياه وآخرته بثمن بخس، ولا رعى الله الغني من سبيل الخيانة والتزلف، وحبذا الفقر مع الأمانة والقناعة، وكل إناء بما فيه ينضح ... إلخ"٣.

ويذكر بعض الرسائل والقصائد التي كتبها أهل سرنديب, ويختم كتابه بدعوة الناشئة المصرية أن تجدَّ وتجتهد, وتعمل ليلًا ونهارًا على استرداد مجدها واستقلالها وحريتها المسلوبة منها, ومطالبة الإنجليز بالجلاء حتى ينكشف هذا البلاء.


١ مخطوط عرابي, ص٢٥٩.
٢ نفس المرجع, ص٣٤٢.
٣ مخطوط عرابي, ص٣٤٢.
٤ مخطوط عرابي, ص٧١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>