للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستمرار في تغذية اللغة العربية بهذه النفائس، وقد شملت الترجمة في هذا العصر الذي نؤرخ له ألوانًا جديدة من الفكر الغربيّ، فهناك "الاقتصاد السياسيّ"، وكان العرب يطلقون عليه المعاش, ومن الكتب التي وضعت أو ترجمت في هذا الموضوع:

١- كتاب الاقتصاد السياسي, أو فن تدبير المنزل, لخليل غانم ١٨٧٩.

٢- أصول الاقتصاد السياسي, لرفلة جرجس ١٨٨٩، وهو مقتبس من كتب إفرنجية عديدة.

٣ كتاب الاقتصاد السياسي, لجيفرنس, نقلته جمعية التعريب سنة ١٨٩٢.

٤- مبادئ الاقتصادي السياسي, تأليف محمد حسين فهمي.

٥- الموجز في علم الاقتصاد لـ "بول لروابوليه", نقله حافظ إبراهيم وخليل مطران في خمسة أجزاء بأمر حشمت ناظر المعارف سنة ١٩١٣.

وهناك "علم الاجتماع" وقد مرَّ بك كيف بدأ هذا العلم على يد جمال الدين ومدرسته, وكيف شخصت أدواء الأمة الاجتماعية، ووصف لها الدواء على يد أديب إسحاق وعبد الله نديم ومحمد عبده، ولكن ما كتبه هؤلاء لم يبن على أصول علمية ثابتة، وقواعد مقررة، وإنما كان وليدة الخبرة والملاحظة والتجربة، وكان لا بُدَّ للنهوض بهذا العلم من دراسته عند علماء الغرب, ونقل أجلّ آثاره، مع تطبيق نظرياته على المجتمع المصريّ وعاداته وتقاليه وشرائعه وبيئته.

وليس علم الاجتماع غريبًا عن اللغة العربية، فإن ابن خلدون في مقدمته, قد وضع له أسسًا متينةً, ونظرياتٍ سليمةً بنى عليها مونتوسكيو١ وسواه


١ سبق ابن خلدون بنظرياته الاجتماعية علماء الغرب, فنظرية التقليد الاجتماعيّ مثلًا التي قال بها، وملخصها انتقال العادات والطباع بين الأجيال والأمم المختلفة؛ لميل النفس إلى اعتقاد الكمال فيمن تنقاد إليه, كما بين الأبناء وآبائهم، والتلاميذ وأساتذتهم، بنى عليها "جبريل تادر" كتابه "قوانين التقليد"، وفي كتاب مونتسكيو "روح القوانين" Esprit des lois تجد أثر ابن خلدون واضحًا كقوله بضرورة الحكومات، وأثر البيئة في الناس وعاداتهم، وكقوله بتقسيم الناس إلى طبقات حسب مكانتهم الاقتصادية، وقد شابه الاشتراكيين في قوله بأن "الطبقات تسعى لاستثمار بعضها بعضًا استنادًا إلى ما لها من السلطة الاجتماعية والسياسية, فإن كل طبقة من طباق أهل العمران؛ من مدينة أو إقليم, لها قدرة على من دونها من الطباق، والجاه داخل على الناس في جميع أبواب المعاش, فإذا كان الجاه متسعًا كان الكسب الناشئ عنه كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>