للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد تأثر حافظ بمنهج أستاذه الإمام منذ أن اتصل به١، في السياسة والإصلاح، فكتابه "ليالي سطيح" ليس إلا من وحي تعليم الإمام، وقصائده الاجتماعية، ونقده للمجتمع المصري في شتى أحواله، ومختلف رجاله، ليس إلا تأثرًا بمنهج الإمام، أضف إلى هذا ما لاقاه حافظ من بؤس وفاقة في مقتبل حياته، وتعرفه على أحوال الشعب ومفاسد البيئة المصرية. والمعوقات الكثيرة التي تقف في سبيل النهضة؛ ولذلك تراه يكثر من شعره الاجتماعي، وينتقد كل فاسد؛ ينتقد العلماء الدجالين.

كم عالم مد العلوم حبائلًا ... لوقيعة وقطيعة وطلاق

والأطباء الجشعين غير المخلصين:

وطبيب قوم قد أحل لطبه ... ما لا تحل شريعة الخلاق

والموظفين المرتشين:

ومهندس للنيل بات بكفه ... مفتاح رزق العامل المطراق

والأدباء المنافقين الكاذبين:

وأديب قوم تستحق يمينه ... قطع الأنامل أو لظى الإحراق

وينعى على المصريين تواكلهم، وتخاذلهم عن النهوض والاهتمام بالإصلاح:

وشعب يفر من الصالحات ... فرار السليم من الأجراب

وغير ذلك من القصائد الاجتماعية العديدة التي سنعود إليها بالتفصيل فيما بعد إن شاء الله، وقد تأثر في موقفه مع الإنجليز برأي أستاذه فيهم، فتراه يردد تلك النغمة التي كان يرددها محمد عبده -على الرغم من وطنيته- نغمة الإعجاب بهم، والإطراء لمزاياهم:


١ هنأ حافظ الإمام بقصيدة حينما أسند إليه الإفتاء في سنة ١٨٩٩ فكانت هذه سببًا في الاتصال به، وكان يراسله من قبل أيام مقامه بالسودان، راجع تاريخ الإمام لرشيد رضا ج١ ص٦٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>