للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتراه بعد ذلك يستقبل "إلدون جورست" الذي عين عميدًا لإنجلترا بعد كرومر في سنة ١٩٠٧ بقصيدة قوية يدافع بها عن مصر، ويبين له سوءات كرومر عله يتعظ فلا يقع في مثلها١.

ولكني وقفت أنوح نوحًا ... على قومي وأهتف بالنشيد

وأدفع عنهم بشبا يراع ... يصول بكل قافية شرود

ويقول مشيرًا إلى كرومر وتقاريره:

رمانا صاحب التقرير ظلمًا ... بكفران العوارف والكنود

وأقسم لا يجيب لنا نداء ... ولوجئنا بقرآن مجيد

وبشر أهل مصر باحتلال ... يدوم عليهم أبدًا لأبيد

وأنبت في النفوس لكم جفاء ... تعهده بمنهل الصدور

فأثمر وحشة بلغت مداها ... وذكاها بأربعة شهود٢

ثم يشير إلى الأثر الذي تركته هذه الحادثة في نفسو المصريين، وكيف أنها هزتهم هزًّا عنيفًا، وأيقظتهم من سباتهم العميق، فهبوا يذودون عن أنفسهم الظلم والبغى، وينددون بالاحتلال وقسوته، والاستعمار وشدته، هبوا ثائرين ينشدون الحرية، ويغضبون للعزة والكرامة الوطنية.

قتيل الشمس أورثنا حياة ... وأيقظ هاجع القوم الرقود

فليت كرومر قد دام فينا ... يطوق بالسلال كل جيد

ويتحف مصرانا بعد آنٍ ... بمجلود ومقتول وشهيد

لننزع هذه الأكفان عنا ... ونبعث في العوالم من جديد

وشتان بين موقف شوقي وحافظ إزاء هذه الحادثة.

أما رثاء حافظ لمصطفى كامل فقد قال فيه ثلاثة قصائد. أولاها ألقيت على قبر الفقيد ساعة دفنه، والثانية في ذكرى الأربعين والثالثة بعد مرور عام على


١ كان جورست مستشارًا لوزارة المالية المصرية من سنة ١٨٩٨ إلى سنة ١٩٠٤، وفي سنة ١٩٠٧ عين بدلًا من كرومر، وتوفي سنة ١٩١١.
٢ يريد بالشهود الأربعة الذين أعدموا في حادثة دنشواي.

<<  <  ج: ص:  >  >>