للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي قصيدة كل بيت فيها ينطق عن شعور متقد، وصراحة تامة في كشف عورات الإنجليز وسوءاتهم، وسوء سيرتهم بمصر، وما لاقت على أيديهم من الذلة والمهانة والجهل:

وبالعلم سل دنلوبهم لم لم يدع ... ذواقًا من العرفان للمتذوق

وأغلب الظن أنه لم ينشرها غبّ إعلان الحماية؛ لأنها اشتملت على حوادث الحرب كلها حتى انتهت. وربما كان قد بدأها يوم إعلان الحماية، وساير بها حوادث الحرب حتى وضعت أوزارها. ثمة قصيدة أخرى قالها حين نفت سلطة الاحتلال أعضاء الوفد المصري وعلى رأسهم سعد زغلول. وهي تدل على جرأة وبأس لم يتأتيا لشاعر مصري قبله، قيلت، الثورة المصرية في عنفوانها، لتزيدها ضرامًا، وتؤجج في كل نفس نارًا وسخطًا على المحتل الذميم الذي تنكر لمصر بعد أن ساعدته على انتصاره، وسخر كل شيء فيها من مال ورجال ليحرز هذا النصر، ولكن لا عجب فهذا شأن الإنجليز دائمًا؛ وما وعودهم في خلال الحرب العالمية الثانية لمصر وغيرها من البلاد التي رزئت بهم ببعيدة عنا فلما انتصروا أنكروا وعدهم وعادوا جشعهم الاستعمار، ولم تتخلص مصر من بلائهم إلا بعد أن أرغموا على وعودهم وعاودهم جشعهم الاستعماري، ولم تتخلص مصر من بلائهم إلا بعد أن أرغموا على ذلك إرغامًا. بيد أنا لم نجد بعد الحرب العالمية الثانية شاعرًا مثل عبد المطلب يذكرهم بوعودهم، وبما قدمت مصر لهم من خدمات، حيث يقول:

أيها السائرون بالوفد مهلًا ... خبرونا عن وفدنا أين ولى

مر عهد الهوان لا عاد عهد ... كان ويلا على البلاد وخبلا

مر عهد الهوان كم جر فيه ... أهل مصر بالضيم قيدًا وغلا

ويقول فيها مخاطبًا اللورد اللنبي:

أيها القائد المدل علينا ... قاتل الله من علينا أدلًا

ما لمصر تجزى جزاء سنمار ... لديكم وبالدنية تبلى

وأراكم لولا بنيها سقيتم ... من حياض المنون علا ونهلا

سائلو الشام هل بغير بنينا ... جبتم الوعر من فلسطين سهلا

<<  <  ج: ص:  >  >>