وكثرت كذلك العناية بكتب الأطفال، وتزويدهم بالشعر السهل الذي تتلاءم معانيه وأخيلتهم ومداركهم، وقد اهتم شوقي بهذا النهج، ونظم عشرات القطع السهلة خرافية وغير خرافية، ترمي إلى التهذيب والترويح عن الأطفال، وسار كثير من الشعراء على نهجه، وأخذوا في نظم الشعر المدرسي للأطفال، حتى صار عندنا فيض منه، وهذه لعمري ظاهرة تستحق التقدير؛ لأنها تعود التلميذ من الصغر على قراءة الشعر ومحبته، وتطبع لسانه على اللغة الفصحى؛ لأن الشعر أهل حفظًا، وأيسر تذكرًا من سواه، كما وضعت المسرحيات المدرسية الشعرية التي يقبل الطلبة على تمثيلها بسرور وإتقان، ومن الذين اشتهروا بنظم الشعر السهل الملائم للأطفال في صورة مقطوعات محمد يوسف المحجوب وفايد العمروسي وعبد العزيز عتيق وعلي عبد العظيم كما أن علي عبد العظيم ومحمد يوسف المحجوب اشتهرا بالمسرحيات الشعرية المدرسية.
وعنيت وزارة الشئون الاجتماعية بالمسرحيات الشعرية، وغير الشعرية وخصصت في كل عام جائزة لأحسن مسرحية، فجد الشعراء في وضع المسرحيات الجيدة١ كما عنى مجمع اللغة العربية بتخصيص جائزة مالية كل عام للشعر، وهذا كله يحفز الشعراء على التجديد والعمل.
هذه لمحات سريعة، وإشارات عابرة لما كان للنهضة القومية من أثر في ميدان الثقافة، ما كان لها من أثر على الشعر، وكم كنت أود أن أسوق أمثلة ونماذج أؤيد بها ما ذكرت ولكني سأكتفي بهذا القدر، مرجئًا تلك النماذج إلى حين دراسة الشعراء، والتحدث عن ثقافة كل شاعر، ومقدار ما أفاده من تلك النهضة الشاملة، حتى لا أضطر إلى التكرار.
١ من ذلك مسرحية ولادة للشاعر علي عبد العظيم، وغرام يزيد، والمروءة المقنعة للشاعر محمود غنيم.