ومن الذين أسهموا في تحرير المجلة: عبد الله فكري, الذي أحيلت عليه العلوم العربية والفنون الأدبية, و"بروكش" ناظر مدرسة اللسان المصريّ القديم, وخُصَّ بالتاريخ، وإسماعيل الفكلي, وعُهِدَ إليه بالفلك، ومحمد قدري, وخُصَّ بالجغرافية والأخلاق والعقائد، وأحمد ندا, وعُهِدَ إليه ببيان المواد النباتية، والشيخ عثمان مدوخ، وطُلِبَ منه إمداد المجلة بغرائب النوادر والمضحكات والألغاز والأحاجي والنكات، وأُحِيلَ على مباشر تحريرها الكلام على محروسة مصر القاهرة، وذكر أخطاطها وشوارعها، وأُحِيلَت كافة العلوم الرياضية على مدرسي المدارس، وما يراد منه في القابل، ويذكر اسم صاحبه حتى لا يضيع عمل عامل١.
وقد ضُمَّ إلى هيئة التحرير بعد إنشائها السيد مجدي, وكيل ديوان المدراس، والشيخ حسونة النواوي, مدرس الفقه وعلم الكلام بمدرسة الألسن, وصار فيما بعد شيخًا للأزهر, وأسنتدت مباشرة تحريرها وترتيب مقالاتها على علي فهمي ولد رفاعة "بك"، وكان مدرس الإنشاء بمدرسة الإدارة والألسن، واتخذت المجلة شعارها:
تعلم العلم واقرأ ... تحز فخار النبوة
فالله قال ليحيى ... "خذ الكتاب بقوة"
فكانت هذه المجلة ميدانًا يتبارى فيه فطاحل الكتاب في ذلك العصر، وقد عنيت -كما رأيت- بالمباحث الطريفة في العلم والأدب والاجتماع والفلك والتاريخ والرياضيات، وكانت تصدر مرتين في الشهر، وظلت تصدر ثماني سنوات، فمهدت السبيل للصحافة الحديثة، وكانت توزع بالمجان على جميع التلاميذ، وقد أفسحت أعمدتها للطلبة ينشرون أبحاثهم الجيدة فيها, فعودتهم بذلك الاطلاع والكتابة والبحث، وبذل الجهد المستقل عن أساتذتهم.
ومن الأمثلة على تشجيع المجلة للتلاميذ ما نشرته "للشاب النجيب، إسماعيل أفندي صبري, أحد تلاميذ مدرسة الإدراة وقتئذ", وقد صار فيما بعد الشاعر المشهور إسماعيل "باشا" صبري.