للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن ذلك قصديته في مدح الخديو إسماعيل, بالعدد العشرين من السنة الأولى, مطلعها:

سفرت فلاح لنا هلال سعود ... ونما الغرام بقلبي المعمود

وقصيدة أخرى, بالعدد الخامس من السنة الثانية, قال فيها:

أغُرَّتُك الغراء أم طلعة البدر ... وقامتك الهيفاء أم عادل السمر

وشعرك أم ليل تراخى سدوله ... وثغرك أم عقد تنظم من در

وقصيدة أخرى, بالعدد الثالث والعشرين من السنة الثانية, استهلَّها بقوله:

لا والهوى العذري والوجد ... عذل عذولي فيك لا يجدي

إني مع الصد وطول الجفا ... باقٍ على الميثاق والعهد

وغير ذلك ما يعد تقدمى وباكورة للشعر الحديث١.

٣- أما الصحف السياسية بمصر: فأقدمها ظهورًا جريدة "وادي النيل" أنشأها الكاتب الأديب الشاعر عبد الله أبو السعود٢, وكانت تصدر مرتين في الأسبوع على شكل المجلات, ثم ألغتها الحكومة في سنة ١٨٨٣، بيد أنها استأنفت جهادها وحياتها باسم جديد هو "روضة الأخبار" التي أصدرها محمد أنسي, نجل عبد الله أبي السعود، وكان والده يحرر القسم السياسيّ بها إلى آخر حياته.

٤- وتليها في الظهور جريدة "نزهة الأفكار" سنة ١٨٦٩, لمنشئها إبراهيم المويلحي، ومحمد عثمان جلال، وناهيك بهما في ذلك العصر فحولة قلم، وجزالة أسلوب, وطرافة موضوع, وحلاوة نكتة، وكانت هذه الجريدة أسبوعية، ولكن لسوء الحظ لم يصدر إلّا عددان، وضاق بها إسماعيل ذرعًا، فعطلها حين نصحه بذلك أحد وزرائه خشيةَ أن تثير لهجتها الخواطر ضده.


١ راجع تاريخ الحركة القومية لعبد الرحمن الرافعي, ج٣ ص٤٨٩, ترجمة رفاعة الطهطاوي وعصر إسماعيل له كذلك, ج٢ ص٢٦٢, وديوان إسماعيل صبري ٢-١٠, وأعداد مجلة روضة المدارس.
٢ توفي سنة ١٨٧٨, وهو من أوائل تلاميذ رفاعة الطهطاوي، واشتغل بالتدريس بدار العلوم, واشتهر بالترجمة والكتابة في التاريخ، وصار عضوًا بمجلس الاستئناف.

<<  <  ج: ص:  >  >>