وأغلب الظن أن محمد عبد المطلب لم ينظم هذه القصيدة إلا تحديًا لعمرية حافظ إبراهيم التي ألقاها في ٨ من فبراير سنة ١٩١٨ بمدرج وزارة المعارف أي قبل علوية عبد المطلب بأكثر من عام.
وقد ابتدأ قصيدته العلوية بالحديث عن الإنسان وطموحه، وباختراعه الطيارة، وود أن توهب له طيارة ليلقي بها الإمام على هامات السحب:
فهب لي ذات أجنحة لعلي ... بها ألقى على السحب الإماما
وأخذ يتحدث عن الإمام ومكانته ومقامه، وأنه:
مقام دونه بحب القوافي ... وإن كانت مسومة كرامًا
وأخذ يقدم المعذرة بين يدي سامعيه إذا قصر في وصف مناقب الإمام:
وما أدراك ويحك ما علي ... فتكشف عن مناقبه اللثامة
وبعد أن انتهى من هذه المقدمة، قسم القصيدة إلى فصول صغيرة، فتحدث عن علي في صباه، وإسلامه، وكيف جنب الرجس والشرك، ودنس الجاهلية وكيف لبى دعوة الإسلام صغيرًا بينما صدف عنها الشيوخ والكهول.
فكهل في جهالته تولى ... وشيخ في ضلالته تعامى
وكيف كان معتزًا بإسلامه لا يخاف فتنة قريش للمسلمين، وإيذائهم لهم:
يروح على مجامعهم ويغدو ... كشبل الليث يعتزم اعترامًا
صغير السن يخطر في إباء ... فلا ضيمًا يخاف ولا ملاما
ثم ينتقل إلى فصل آخر عن استخلافه ليلة الهجرة، ولكنه أجمل فيه القوم، ولم يصور تأمر قريش على قتل النبي تصويرًا شعريًّا مفصلًا، ويضفي على هذه الحادثة التي غيرت وجه التاريخ شيئًا من الخيال الشعري ليظهرها في جلالها وروعتها، ويبين عظم المعجزة وكل ما وصف به قوة قريش ومؤامراتهم هو قوله: