للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا هو محمد عبد المطلب في شعره، وقد أتيت على أهم الأغراض التي قال فيها: وقد احتل بإيثاره الأسلوب الفحل، والقول الجزل، والخيال البدوي، منزلة تفرد بها بين شعراء زمانه، وقد قال فيه العقاد: "ولكن عبد المطلب كان وحيدًا في مدرسته الأدبية التي استقامت لها صحة الأسلوب من طريقة الدعوة الدينية وكان أوضح دليل على فائدة الدعوة الإسلامية قبل نيف وستين سنة في إراحة العربية من آفات البهارج والطلاوات"١.

وكا يحتل كذلك منزلة رفيعة في نفوس زملائه الشعراء، ورثاه كبارهم، فهذا شوقي يؤبنه ويمتدح بداوة شعره:

شاعر البدو ومنهم جاءنا ... كل معنى رق أو لفظ عذب

قد جرت ألسنهم صافية ... جريان الماء في أصل العشب

سلمت من عنت الطبع ومن ... كلفة الأقلام أو حشو الكتب

ويثني على أخلاقه ووطنيته التي كانت أكبر ملهم لشاعريته، والتي فاض بها ديوانه:

القريب العتب من معنى الرضا ... والقريب الجد من معنى اللعب

والأخ الصادق في الود إذا ... ظهر الإخوان بالود الكذب

قلد الأوطان نشئًا صالحًا ... وشبابًا أهل دين وحسب

وقد رثاه مطران وأشاد بتملكه لزمام اللغة، ورد على من عاب جزالة لفظه، واهتمامه بالغريب.

فكلام بدوي لو بدا ... فيه لون لم يكن إلا الذهب

خالص النسبة في العتق إذا ... ما دعا للفخر داع فانتسب


١ شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي ص٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>