للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلبنان سنة ١٩١٢ وظل ثمة حتى سنة ١٩٢٨، ثم نقل إلى مصر لم يزايله المرض، وعاش ما بقي من عمره في ظلام خياله وأوهامه حتى يوم السبت ٣١ من أغسطس سنة ١٩٣٢.

وقد حدثنا عن دراسته وما قدمه من خدمات لوطنه بقوله: أما العلم، فقد اختصصت منه بعلم الأدب، والاختصاص سر النجاح؛ لأن العلم يعطيك من نفسه بقدر ما تعطيه من نفسك ... وقد تم لي من مؤلفات:

صهاريج اللؤلؤ١، وأراجيز العرب٢، وفحول البلاغة٣، وبيت الصديق٤، وبيت السادات الوفائية٥؛ وأما العمل فإما عمل في بيت، أو وظيفة، أو أمة، فما يتعلق بالبيت، فقد ثبت عقده، وضاعفت مجده٦، وما يتعلق بالوظائف فقد توليت مشيخة المشايخ وأمرها فوضى، فاستصدرت لها لائحة رسمية سنة ١٣١٢هـ "١٨٩٤"، فأصبحت بها أشبه بحكومة منظمة، وإدارة مقومة، ثم رسمت بوضع كتاب "التعليم والإرشاد" ليستنير به المشايخ الصوفية وخلفاؤهم في تربية المريدين، وإرشاد السالكين، وطبعته ووقفته لله.


١ سنتكلم عنه بعد قليل.
٢ مختارات من أراجيز العرب، وشرحها، وقد قرظه علي باشا رفاعة الطهطاوي بقوله:
منها خذوا أوفى نصيب وفر ... قد شرحت ما كان شبه الجفر
نورًا كزهر وشذا كزهر
وقال عنه الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر: فكان أول دليل، وأعظم برهان على فضل مؤلفه علامة الزمان.
٣ مختارات من شعراء العصر العباسي الفحول. وقال في مقدمته: "إنه كان كالنقطة الصغيرة من العطر، نحصل جملة كبيرة من الزهر".
٤ يشتمل على أخبار البيت البكري بمصر، وعلى تراجم رجاله، وينتسب البيت البكري إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أول خلفاء المسلمين، ويرجع تاريخ إنشائه إلى أيام الفتح الإسلامي على ما كتب في التاريخ، فهو قائم منذ أكثر من ألف وثلثمائة سنة، وقد ظهر منه رجال من أهل الطبقة العليا والطراز الأول في كل عصر "راجع بيت الصديق للبكري".
٥ وأما بيت السادة الوفائية فينسبون إلى وفاء الإمام المشهور المتصل بالأدارسة، ملوك العرب من آل الحسين بن أبي طالب، وأنشئ بمصر من أوائل القرن الثامن حتى انتقل إليه ملوك المغرب وكان رجاله يتمتعون بمنازل رفيعة ومقامات سامية بمصر منذ ذلك الوقت "راجع بيت السادة الوفائية للبكري".
٦ يشير إلى مصاهرته السيد عبد الخالق السادات، وإلى مصاهرة ابن أخيه السيد عبد الحميد له وحين توفي السيد توفيق عين السيد عبد الحميد في مشيخة السادة الوفائية، وأصبح بذلك هذان البيتان بيتًا واحدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>