للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في لسان العرب: الصائفة الغزوة في الصيف، وقال: تشتى المكان أقام به في الشتوة، مادة (صيف) و (شتا) ، فالمقصود بالصوائف الغزوات التي كان يقوم بها المسلون في بلاد الروم في الربيع والصيف، والشواتي التي كانت تحدث في فصل الشتاء، لكن الغزو كان يتم غالباً في الصيف اتقاء الثلج والبرد، فكان يطلق عليها الصوائف، انظر المعجم الوسيط، مادة (صاف) . ويظهر لي من استقراء النصوص أن نظام الصوائف والشواتي بدأ يظهر منذ وقت مبكر بعد استقرار المسلمين في بلاد الشام وانسحاب الروم عنها في زمن الفاروق رضي الله تعالى عنه، حيث وقفت جبال طوروس حاجزاً طبيعياً بين الطرفين، وبدأت الحرب سجالاً بينهما على المناطق الحدودية والتخوم، فكان المسلمون كلما اجتازوا الدرب في تلك الجبال الذي عرف ب (درب الحرب) – وهو ما بين طرسوس وبلاد الروم – (المشترك وضعاً والمفترق صقعاً ص ١٧٧) ، أو غيره من الدروب، سميت تلك الغزوة بصائفة أو شاتية.

لم أعثر بعد البحث في فهارس الكتب والمخطوطات على أيِّ مؤلف في هذا الموضوع، لكن قرأت في فهرست ابن النديم ص ١٤٦، وفي تاريخ دمشق ١٢/٨١ و ٣٤/٣٣٤، و ٥٦/٣٧٢ أن للواقدي كتاباً اسمه (الصوائف) ، ولا يعرف عنه الآن شيء.

احتوت تلك الدراسة على: ترجمته، تحصيله العلمي، شيوخه، توثيقه، عقيدته، أخلاقه، وفاته، ثقافته ومصنفاته التاريخية، موارده، تلامذته والرواة عنه، أهمية كتبه ومنهجه فيها، اقتباس المتأخرين عنه في المرويات التاريخية.

إن جميع التواريخ المدونة في هذا البحث بالتاريخ الهجري، ولذا فلن أتبعه بحرف الهاء الذي يدل عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>