للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محبته، إذ وعدهم إن هم اتبعوا رسوله وأطاعوه أنه يجزيهم على فعلهم ذلك، ويكرمهم بشرف محبته لهم ويتوج ذلك الشرف العظيم والمنزلة العالية بأن يمحو عنهم خطاياهم ويكفر عنهم سيئاتهم التي اكتسبوها.

ولا شك أن حصول هذين الأمرين أي "المحبة" و "المغفرة" هما غاية ما يتمنى المؤمن الفوز به، فأي فوز أعظم وأكبر من الفوز برضى الله وغفرانه.

فرضى الله هو سبيل كل نعيم دائم مقيم، وغفرانه هو الأمان من كل عذاب أليم. ومن ثمرات محبته ما ورد في ثواب ذكره الذي هو أحد علامات ودلائل محبته فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرًا" (١) والصلاة معناها هنا الثناء، فهي ثناء على الرسول وإرادة من الله أن يعلي ذكره ويزيده تعظيما وتشريفا والجزاء من جنس العمل، فمن أثنى على رسول الله جزاه الله من جنس عمله بأن يثني عليه ويزيد تشريفه وتكريمه (٢). فهذه ثمرة من ثمرات الذكر الذي هو علامة من علامات المحبة.

ومما ورد كذلك حديث أبي بن كعب قال: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟

قال: "ما شئت". قلت: الربع؟

قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير". قلت: النصف؟

قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير". قلت: الثلثين؟


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي بعد التشهد (٢/ ١٧).
(٢) جلاء الأفهام (ص ٧٩).

<<  <   >  >>