للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيحب ما أحب الله ورسوله ويكره ما كرهه الله ورسوله، فيمتثل للأوامر ويجتنب النواهي ولا يتلقى شيئا من المأمورات والمنهيات إلا من مشكاة النبي ، ولا يسلك إلا طريقته، ويرضى بما شرعه حتى لا يجد في نفسه حرجًا مما قضاه، ويتخلَّق بأخلاقه، فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان.

وأما قوله: "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله" ففيه دلالة واضحة على أن حب الأشخاص الواجب فيه أن يكون تبعًا لما جاء به الرسول ، فيجب على المؤمن محبة الله ومحبة من يحبه الله من الملائكة والرسل والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين عمومًا.

وفي الحديث "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان" (١).

ومتى كان حبُّ المرء وبغضُه وعطاؤه ومنعه لهوى نفسه كان ذلك نقصا في إيمانه الواجب فيجب عليه التوبة من ذلك والرجوع إلى اتباع ما جاء به الرسول من تقديم محبة الله ورسوله وما فيه رضا الله ورسوله على هوى النفس ومراداتها كلها (٢).

خامسًا: عن أنس بن مالك قال: "جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله متى الساعة؟، قال: " وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله. قال: " فإنك مع من أحببت".

قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قول النبي : " فإنك مع من أحببت ". قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر


(١) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنة: باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (٥/ ٦٠) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٥/ ٢٢٩).
(٢) جامع العلوم والحكم (ص ٣٦٦، ٣٦٧) بتصرف.

<<  <   >  >>