للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ الْقَرَافِيُّ فِي التَّنْقِيحِ: الاسْتِعْلاءُ هَيْئَةٌ فِي الأَمْرِ مِنْ التَّرَفُّعِ أَوْ إظْهَارِ الأَمْرِ١، وَالْعُلُوُّ يَرْجِعُ إلَى هَيْئَةِ الآمِرِ مِنْ شَرَفِهِ وَعُلُوِّ مَنْزِلَتِهِ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمَأْمُور٢ِ انْتَهَى.

قَالَ الْبِرْمَاوِيُّ: وَالْمُرَادُ بِالْعُلُوِّ أَنْ يَكُونَ الآمِرُ فِي نَفْسِهِ عَالِيًا، أَيْ أَعْلَى دَرَجَةً مِنْ الْمَأْمُورِ، وَالاسْتِعْلاءُ أَنْ يَجْعَلَ الآمِرُ نَفْسَهُ عَالِيًا بِكِبْرِيَاءٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، سَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ كَذَلِكَ أَوْ لا، فَالْعُلُوُّ مِنْ الصِّفَاتِ الْعَارِضَةِ لِلآمِرِ، وَالاسْتِعْلاءُ مِنْ صِفَةِ صِيغَةِ الأَمْرِ وَهَيْئَةِ نُطْقِهِ مَثَلاً.

قَالَ ابْنُ الْعِرَاقِيِّ: فَالْعُلُوُّ صِفَةٌ لِلْمُتَكَلِّمِ، وَالاسْتِعْلاءُ صِفَةٌ لِلْكَلامِ٣.

"وَتَرِدُ صِيغَةُ افْعَلْ" لِمَعَانٍ كَثِيرَةٍ ٤.

أَحَدُهَا كَوْنُهَا "لِوُجُوبٍ٥" نَحْوَ قوله تعالى: {أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} ٦ وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي".

"وَ" الثَّانِي: لِـ "نَدْبٍ" نَحْوُ قوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ


١. في "التنقيح": القهر.
٢. شرح تنقيح الفصول ص١٣٧, وانظر: مختصر البعلي ص٩٧, القواعد والفوائد الأصلية ص١٥٩.
٣. انظر: نهاية السول٢/٨.
٤. انظر المعاني التي ترد لها صيغة إفعل في "أصول السرخي١/١٤, التوضيح على التنقيح٢/٥١, كشف الأسرار١/١٠٧, المعتمد١/٤٩, فواتح الرحموت١/٣٧٢, الإحكام للامدي٢/١٤٢, المنخول ص١٣٢، المحصول ? ١ ق٢/٥٧, المستصفى١/٤١٧, جمع الجوامع١/٣٧٠, العبادي على الورقات ص٨١, نهاية السول٢/١٤, العدة١/٢١٩, مختصر الطوفي ص٨٤, مختصر البعلي ص٩٨, التفتازاني على العضد٢/٧٨, اثر الاختلاف في القواعد الأصولية ص٢٩٥, مباحث الكتاب والسنة ص١١٢".
٥. انظر: المراجع السابقة.
٦. الاية٧٨ من الإسراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>