للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هُوَ يَدُلُّ عَلَى الْمُغَايَرَة١ِ.

وَالظَّاهِرُ أَنَّ بَيْنَهُمَا٢ عُمُومًا وَخُصُوصًا مِنْ وَجْهٍ؛ لأَنَّ الأَدَبَ٣ مُتَعَلِّقٌ بِمَحَاسِنِ الأَخْلاقِ، وَذَلِكَ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ٤ مِنْ مُكَلَّفٍ، أَوْ غَيْرِهِ؛ لأَنَّ عُمَرَ كَانَ صَغِيرًا. وَالنَّدْبُ مُخْتَصٌّ بِالْمُكَلَّفِينَ، وَأَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ مَحَاسِنِ الأَخْلاقِ وَغَيْرِهَا٥.

"وَ" السَّابِعُ: كَوْنُهَا بِمَعْنَى "امْتِنَانٍ"٦ نَحْوُ قوله تعالى: {وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ} ٧ وَسَمَّاهُ أَبُو الْمَعَالِي: الإِنعَامَ٨.

وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِبَاحَةِ: أَنَّ الإِبَاحَةَ مُجَرَّدُ إذْنٍ، وَالامْتِنَانُ لا بُدَّ فِيهِ مِنْ اقْتِرَانِ حَاجَةِ الْخَلْقِ لِذَلِكَ وَعَدَمِ قُدْرَتِهِمْ عَلَيْهِ٩، وَالْعَلاقَةُ بَيْنَ الامْتِنَانِ وَالْوُجُوبِ: الْمُشَابَهَةُ فِي الإِذْنِ إذْ الْمَمْنُونُ لا يَكُونُ إلاَّ مَأْذُونًا فِيهِ١٠.


١. انظر: المحصول? ١ ق ٢/٥٨.
٢. ساقطة من ض.
٣. في ش: الإذن.
٤. ساقطة من ش.
٥. انظر: التلويح على التوضيح ٢/٥١، فواتح الرحموت ١/٣٧٢، نهاية السول ٢/١٧.
٦. انظر: التوضيع على التنقيح ٢/٥١، كشف الأسرار ١/١٠٧، فواتح الرحموت ١/٣٧٢، نهاية السول ٢/١٥، جمع الجوامع ١/٣٧٢، الإحكام للآمدي ٢/١٤٣، المنخول ص١٣٢، المحصول ? ١ ق٢/٨٥، المستصفى ١/٤١٧، العدة ١/٢٢٠
٧. الاية ٨٨ من المائدة.
٨. وتبعه ابن السبكي في "جمع الجوامع ١/٣٧٤" وحقيقة إسداء النعمة، وفرق بعضهم بين الإنعام والامتنان باختصاص الإنعام بذكر أعلى مايحتاج إليه "انظر: البناني على جمع الجوامع١/٣٧٤".
٩. انظر فتح الرحموت ١/٣٧٢، نهاية السول ٢/١٨، المحلي على جمع الجوامع ١/٣٧٣.
١٠. انظر: نهاية السول ٢/١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>