للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} ١ وَمَثَّلَهُ ابْنُ فَارِسٍ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} ٢ فَإِنَّ الْمُرَادَ بِالْمُرْسَلِينَ: سُلَيْمَانُ٣ أَوْ الْهُدْهُدُ٤ وَفِيهِ نَظَرٌ؛ لاحْتِمَالِ إرَادَتِهَا الْجَيْشَ.

وَمَثَّلَهُ بَعْضُهُمْ بِقَوْلِ الزَّوْجِ لامْرَأَتِهِ - وَقَدْ رَآهَا تَتَصَدَّى لِنَاظِرِيهَا٥-: تَتَبَرَّجِينَ لِلرِّجَالِ؟ وَلَمْ يَرَ إلاَّ وَاحِدًا. فَإِنَّ الأَنَفَةَ مِنْ ذَلِكَ يَسْتَوِي فِيهَا الْجَمْعُ وَالْوَاحِدُ٦.

وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهُ إنَّمَا أَرَادَ الْجَمْعَ، لِظَنِّهِ أَنَّهَا لَمْ ٧تَتَبَرَّجْ لِهَذَا الْوَاحِدِ إلاَّ وَقَدْ تَبَرَّجَتْ لِغَيْرِهِ٨.

"وَالْمُرَادُ" بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ مَحَلِّ الْخِلافِ "غَيْرُ لَفْظِ جَمْعٍ" الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْجِيمِ وَالْمِيمِ وَالْعَيْنِ؛ فَإِنَّهُ يُطْلَقُ عَلَى الاثْنَيْنِ٩، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْمُحَقِّقُونَ؛ لأَنَّ مَدْلُولَهُ: ضَمُّ شَيْءٍ إلَى شَيْءٍ١٠


١ الآية ١٧٣ من آل عمران. وكلمة "فاخشوهم" ساقطة من ش ض ع ب.
٢ الآية ٣٥ من النمل.
٣ في ض: سليمان بن داود.
٤ ساقطة من ش، وفي ب: والهدهد.
٥ في ش ز ع: لناظريها، وفي ب: لناظرٍ.
٦ انظر: المحلي على جمع الجوامع ١/٤٢١، البرهان ١/٣٥٣، تيسير التحرير ١/٢٠٧.
٧ في ب: لا.
٨ انظر أدلة إطلاق الجمع على الاثنين مجازاً في "مختصر ابن الحاجب والعضد عليه ٢/١٠٥، المحلي والبناني على جمع الجوامع ١/٤٢١، البرهان ١/٣٥٣، التلويح على التوضيح ١/٢٢٩وما بعدها".
٩ في ب: اثنين.
١٠ انظر: الإحكام للآمدي ٢/٢٢٢، منهاج العقول ٢/٩٩، شرح تنقيح الفصول ص٢٣٣ نهاية السول ٢/١٠٣ فتح الغفار ١/١٠٩، العضد على ابن الحاجب ٢/١٠٥، نزهة الخاطر ٢/١٣٨، القواعد والفوائد الأصولية ص٢٣٨، العدة ٢/٦٥٨، التمهيد ص٩٠، فواتح الرحموت ١/٢٧٠، إرشاد الفحول ص١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>