للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَيْسَ خِطَابًا لِمَنْ بَعْدَهُمْ، أَيْ لِمَنْ بَعْدَ١ الْمُوَاجِهِينَ. وَإِنَّمَا ثَبَتَ الْحُكْمُ بِدَلِيلٍ آخَرَ مِنْ إجْمَاعٍ أَوْ نَصٍّ أَوْ قِيَاسٍ٢.

وَاسْتَدَلُّوا بِأَنَّهُ لا يُقَالُ لِلْمَعْدُومِينَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ٣.

وَأَجَابُوا عَمَّا اسْتَدَلَّ بِهِ الْخَصْمُ، بِأَنَّهُ٤ لَوْ لَمْ يَكُنْ الْمَعْدُومُونَ مُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلاً إلَيْهِمْ، بِأَنَّهُ٥ لا يَتَعَيَّنُ الْخِطَابُ الشِّفَاهِيُّ٦ فِي الإِرْسَالِ، بَلْ مُطْلَقُ الْخِطَابِ كَافٍ٧.وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

" وَالْمُتَكَلِّمُ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ كَلامِهِ٨" أَيْ كَلامِ نَفْسِهِ "مُطْلَقًا" أَيْ سَوَاءٌ كَانَ الْكَلامُ خَبَرًا أَوْ إنْشَاءً، أَوْ أَمْرًا أَوْ نَهْيًا "إنْ صَلَحَ" عِنْدَ دُخُولِهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَصْحَابِنَا وَبَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ٩، نَحْوُ قَوْله تَعَالَى: {وَاَللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ


١ في د: لمن بعدهم، وفي ش ز: من بعدهم.
٢ مختصر ابن الحاجب ٢/١٢٧.
وأضاف ابن الحاجب فقال: "وأيضاً إذا أمتنع في الصبي والمجنون فالمعدوم أجدر".
"وانظر: فواتح الرحموت ١/٢٧٩، التهميد ص١٠٧".
٣ انظر: مختصر ابن الحاجب ٢/١٢٧.
٤ في ش: فإنه.
٥ في ش: فإنه.
٦ في ض ب: الشافهي.
٧ انظر: مختصر ابن الحاجب ٢/١٢٧، الإحكام للآمدي ٢/٢٧٤ وما بعدها، مختصر الطوفي ص٩٣.
٨ ذكر ابن الحاجب وابن السبكي وابن قدامة وغيرهم هذه المسألة بعبارة "المخاطب داخل في عموم متعلق خطابه".
٩ انظر: مختصر ابن الحاجب ٢/١٢٧، الروضة ٢/٢٤١، جمع الجوامع ١/٣٨٤، البرهان ١/٣٦٢، شرح تنقيح الفصول ص١٩٨، ٢٢١، المستصفى ٢/٨٨، الإحكام للآمدي ٢/٢٧٨، فواتح الرحموت ١/٢٨٠، المحصول ج١ ق٣/١٩٩، المنخول ص١٤٣، مختصر الطوفي ص١٠٥، القواعد والفوائد الأصولية ص٢٠٥، نهاية السول ٢/٨٩، التمهيد ص١٠٠، إرشاد الفحول ص١٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>