للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَفْظُ "الإِحْيَاءِ وَالاكْتِحَالِ" حَقِيقَةٌ فِي مَدْلُولِهِمَا، وَهُوَ سُلُوكُ الرُّوحِ فِي الْجَسَدِ، وَوَضْعُ الْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ، وَاسْتِعْمَالُ لَفْظِ "الإِحْيَاءِ وَالاكْتِحَالِ" فِي السُّرُورِ وَالرُّؤْيَةِ مَجَازٌ إفْرَادِيٌّ١، وَإِسْنَادُ الإِحْيَاءِ إلَى الاكْتِحَالِ مَجَازٌ تَرْكِيبِيٌّ. لأَنَّ لَفْظَ "الإِحْيَاءِ" لَمْ يُوضَعْ لِيُسْنَدَ إلَى الاكْتِحَالِ، بَلْ إلَى اللَّهِ تَعَالَى؛ لأَنَّ الإِحْيَاءَ وَالإِمَاتَةَ الْحَقِيقِيَّتَيْنِ٢ مِنْ خَوَاصِّ قُدْرَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

"وَ" يَكُونُ الْمَجَازُ فِي "فِعْلٍ" تَارَةً بِالتَّبَعِيَّةِ. كَصَلَّى بِمَعْنَى دَعَا، تَبَعًا لإِطْلاقِ الصَّلاةِ مَجَازًا عَلَى الدُّعَاءِ، وَتَارَةً بِدُونِ التَّبَعِيَّةِ، كَإِطْلاقِ الْفِعْلِ الْمَاضِي بِمَعْنَى الاسْتِقْبَالِ٣ نَحْوِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} ٤ وَ {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} ٥ وَ {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} ٦ أَيْ: وَيُنْفَخُ، وَيَأْتِي، وَيُنَادِي.

وَإِطْلاقُ الْمُضَارِعِ٧ بِمَعْنَى الْمَاضِي٨، نَحْوُ {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} ٩، وَ {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ؟} ١٠ أَيْ مَا تَلَتْهُ، وَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ؟


١ في ش: إفرادي ومجازي.
٢ في ض ب: الحقيقتين.
٣ انظر الإشارة إلى الإيجاز ص٣٧ وما بعدها، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٣٢، معترك الأقران ١/ ٢٥٨، المحلي على جمع الجوامع ١/ ٣٢١.
٤ الآية ٦٨ من الزمر.
٥ الآية الأولى من النحل.
٦ الآية ٤٤ من الأعراف.
٧ في ع: الفعل المضارع.
٨ انظر معترك الأقران ١/ ٢٥٨، المحلي على جمع الجوامع ١/٣٢١، الإشارة إلى الإيجاز ص٣٨، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٣٣.
٩ الآية ١٠٢ من البقرة.
١٠ الآية ٩١ من البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>