للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالتَّعْبِيرُ بِالْخَبَرِ عَنْ الأَمْرِ١ نَحْوُ {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ} ٢، وَعَكْسُهُ [نَحْوُ] {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} ٣ [وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : "فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" ٤.

وَالتَّعْبِيرُ بِالْخَبَرِ عَنْ النَّهْيِ٥ نَحْوُ {لا يَمَسُّهُ إلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} ٦.

قَالَ عُلَمَاءُ الْبَيَانِ: هُوَ أَبْلَغُ مِنْ صَرِيحِ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ؛ لأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ لِشِدَّةِ تَأَكُّدِ طَلَبِهِ نَزَّلَ الْمَطْلُوبَ مَنْزِلَةَ الْوَاقِعِ لا مَحَالَةَ٧.

"وَ" يَكُونُ الْمَجَازُ فِي "مُشْتَقٍّ" كَاسْمِ الْفَاعِلِ وَاسْمِ الْمَفْعُولِ، وَالصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ وَنَحْوِهَا مِمَّا يُشْتَقُّ مِنْ الْمَصْدَرِ، كَإِطْلاقِ "مُصَلٍّ" فِي الشَّرْعِ عَلَى الدَّاعِي٨.


١ انظر البرهان ٢/ ٢٨٩، معترك الأقران ١/ ٢٥٩، الإشارة إلى الإيجاز ص٣٩، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٣٤.
٢ الآية ٢٣٣ من البقرة.
٣ الآية ٧٥ من مريم.
٤ هذا الوعيد ورد في آحاديث كثيرة مختلفة الموضوعات، ولعل أصحها وأشهرها قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترميذي والنسائي وابن ماجة وأحمد في مسنده وغيرهم، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جمع كبير من الصحابة منهم أنس وأبو هريرة وعلي وجابر وابن مسعود والزبير ومعاوية. "انظر فيض القدير ٦/ ٢١٤ وما بعدها، صحيح البخاري ١/ ٣، صحيح مسلم ١/ ١٠، سنن أبي داود ٢/ ٢٨٧، تحفة الأحوذي ٧/ ٤١٩، سنن ابن ماجة ١/ ١٣".
٥ انظر معترك الأقران ١/ ٢٥٩، البرهان ٢/ ٢٩١، الإشارة إلى الإيجاز ص٤٠، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٣٤.
٦ الآية ٧٩ من الواقعة.
٧ انظر الإشارة إلى الإيجاز ص٤٠، البرهان ٢/ ٢٩٠، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٣٢ وما بعدها، معترك الأقران ١/ ٢٦٠.
٨ انظر المحلي على جمع الجوامع ١/ ٣٢١ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>