للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْمُرَادُ بِفِعْلِ الْمُكَلَّفِ الأَعَمُّ١ مِنْ الْقَوْلِ وَالاعْتِقَادِ٢، لِتَدْخُلَ٣ عَقَائِدُ الدِّينِ وَالنِّيَّاتُ فِي الْعِبَادَاتِ، وَالْقصُودُ٤ عِنْدَ اعْتِبَارِهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ.

وَقُلْنَا: "الْمُكَلَّفُ" بِالإِفْرَادِ لِيَشْمَلَ مَا يَتَعَلَّقُ بِفِعْلِ الْوَاحِدِ٥، كَخَصَائِصِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَالْحُكْمِ بِشَهَادَةِ خُزَيْمَةَ٦، وَإِجْزَاءِ الْعَنَاقِ٧ فِي الأُضْحِيَّةِ لأَبِي بُرْدَةَ٨ وَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ لِزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ٩، وَعُقْبَةَ بْنِ


١ الفعل لغة ما يقال القول والاعتقاد والنية، وعرفاً: كل ما يصدر عن المكلف وتتعلق به قدرتهُ من قولٍ أو فعل أو اعتقاد أو نية "انظر: حاشية البناني ١/٤٩، نهاية السول ١/ ٤٠، تيسير التحرير ٢/ ١٢٩".
٢ في ش ز ب ض: الاعتبار، وكذلك في أصل ع، ولكنها صححت بالهامش ومن د.
٣ في ش ز ب ض ع: ليدخل.
٤ في د ز ع ب: المقصود.
٥ انظر نهاية السول ١/ ٤١.
٦ هو الصحابي خُزَيْمَةُ بن ثابت الأنصاري الأوسي، أبو عمارة، من السابقين الأولين للإسلام، شهد بدراً وما بعدها، استشهد بصفين بعد عمارة رضي لله عنهما سنة ٣٧هـ، وقد روى الدارقطني أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادته رجلين، وفي البخاري قال: وجدتها مع خزيمة بن ثابت الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين، وروى أبو داود أن النبي صلى الله عيله وسلم ابتاع فرساً من أعرابي ... وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من شَهدَ له خزيمةُ فهو حسبه. "انظر: الإصابة ١/ ٤٢٥، تهذيب الأسماء واللغات ١/ ١٧٥، شذرات الذهب ١/ ٤٨، سنن أبي داود ٣/ ٤١٧، سنن النسائي ٧/ ٢٦٦، سنن البيهقي ١٠/ ١٤٦".
٧ العَنَاقُ: الأنثى من ولد المعز قبل استكمالها الحول "المصباح المنير ٢/ ٦٦٢، تهذيب اللغات ٢/ ٤٦".
٨ هو الصحابي هانيء بن نِيّار الأنصاري، خال البراء بن عازب، شهد أبو بردة بدراً وما بعدها، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، مات في أول خلافة معاوية بعد أن شهد مع على حروبه كلها، قيل سنة ٤١، ٤٢، ٤٥هـ، وهو مشهور بكنيته، وخصوصيته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: اذبحها، ولا تصلح لغيرك، متفق عليه، "انظر: الإصابة ٤/ ١٨، ٣/ ٥٩٦، تهذيب الأسماء واللغات: ٢/ ١٧٨، نيل الأوطار ٥/ ١٢٧، مسند أحمد ٣/ ٤٦٦، صحيح البخاري ٣/ ٣١٧، صحيح مسلم ٣/ ١٥٥٢".
٩ هو الصحابي زيد بن خالد الجهني، مختلف في كنيته، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة، شهد الحديبية، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح، وحديثه في الصحيحين وغيرهما، مات سنة ٧٨هـ بالمدينة، وله ٨٥ سنة، وقيل غير ذلك. "انظر: الإصابة ١/ ٥٦٥، تهذيب الأسماء واللغات ١/ ٢٠٣، المعارف ص٢٧٩، شذرات الذهب ١/ ٨٤، مشاهير علماء الأمطار ص٥٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>