للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ١ الْغَزَالِيُّ فِي "جَوَاهِرِ الْقُرْآنِ": "لَعَلَّك أَنْ تَقُولَ: قَدْ أَشَرْت إلَى تَفْضِيلِ بَعْضِ آيَاتِ الْقُرْآنِ عَلَى بَعْضٍ، و٢الْكَلامُ كَلامُ اللَّهِ٣. فَكَيْفَ يُفَارِقُ بَعْضُهَا بَعْضًا؟ وَكَيْفَ يَكُونُ بَعْضُهَا أَشْرَفَ مِنْ بَعْضٍ؟

فَاعْلَمْ أَنَّ نُورَ الْبَصِيرَةِ إنْ كَانَ لا يُرْشِدُك إلَى الْفَرْقِ بَيْنَ آيَةِ الْكُرْسِيِّ وَآيَةِ الْمُدَايَنَاتِ، وَبَيْنَ سُورَةِ الإِخْلاصِ وَسُورَةِ٣ تَبَّتْ. وَتَرْتَاعُ عَلَى٤ اعْتِقَادِ الْفَرْقِ نَفْسُك الْخَوَّارَةُ الْمُسْتَغْرَقَةُ بِالتَّقْلِيدِ. فَقَلِّدْ صَاحِبَ الرِّسَالَةِ صلى الله عليه وسلم فَهُوَ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ. وَقَالَ: "يس قَلْبُ الْقُرْآنِ" ٥، و "فَاتِحَةُ الْكِتَابِ أَفْضَلُ سُوَرِ الْقُرْآنِ" ٦، وَ "آيَةُ الْكُرْسِيِّ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ" ٧، " {وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} :


١ في ع: وقال.
٢ في جواهر القرآن: والكل قول الله تعالى.
٣ في ع: وبين سورة.
٤ في جواهر القرآن: من.
٥ هذا الحديث رواه الترمذي والدارمي عن أنس، وأوله: "إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس ... الحديث".
وفسر الغزالي ذلك فقال: "إن ذلك لأن الإيمان صحته الاعتراف بالحشر والنشر، وهو مقرر في هذه السورة بأبلغ وجه، فجعلت قلب القرآن لذلك". واستحسن ذلك فخر الدين الرازي.
"انظر: تحفة الأحوذي ٨/ ١٩٧، سنن الدارمي ٢/ ٤٥٦، جواهر القرآن ص ٤٨، البرهان في علوم القرآن ١/ ١٤٤".
٦ وردت أحاديث كثيرة في فضل فاتحة الكتاب بألفاظ متعددة.
"انظر: فيض القدير ٤/ ٤١٨ وما بعدها، زاد المسير ١/ ١٠، تفسير الطبري ١/ ٤٧، تفسير القرطبي ١/ ١٠٨".
٧ رواه الترمذي وعبد الرزاق في حديث طويل بلفظ: "وفيها آية هي سيدة آي القرآن؛ آية الكرسي". وقال الترمذي: حديث غريب، وفيه حكيم بن جبير، تكلم فيه شعبة وضعفه. "تحفة الأحوذي ٨/ ١٨١، وانظر: المصنف لعبد الرزاق ٣/ ٣٧٦". ورواه أبو داود بلفظ: "إنها أعظم آي القرآن". "سنن أبي داود ١/ ٣٣٧". وانظر فضل آية الكرسي في "صحيح مسلم ١/ ٥٥٦". وروى عبد الرزاق أيضاً عن عبد الله بن مسعود قال: "أعظم آية في القرآن آية الكرسي". "المصنف ٣/ ٣٧١". ورواه الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "سيدة آي القرآن آية الكرسي". المستدرك ٢/ ٢٦٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>