للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحِكْمَةِ. وَمِنْهُ: بِنَاءٌ مُحْكَمٌ، أَيْ ثَابِتٌ يَبْعُدُ انْهِدَامُهُ١. وَذَلِكَ كَالنُّصُوصِ وَالظَّوَاهِرِ٢؛ لأَنَّهُ مِنْ الْبَيَانِ فِي غَايَةِ الإِحْكَامِ وَالإِتْقَانِ٣.

"وَعَكْسُهُ" أَيْ عَكْسُ الْمُحْكَمِ "مُتَشَابِهٌ٤" وَهُوَ مَا لَمْ يَتَّضِحْ مَعْنَاهُ.

إمَّا "لاشْتِرَاكٍ" كَالْعَيْنِ وَالْقُرْءِ وَنَحْوِهِمَا مِنْ الْمُشْتَرَكَاتِ.

أَوْ "إجْمَالٍ" وَهُوَ إطْلاقُ اللَّفْظِ بِدُونِ بَيَانِ الْمُرَادِ مِنْهُ. كَالْمُتَوَاطِئِ فِي قَوْله تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} ٥ وَعَدَمُ تَقْدِيرِ الْحَقِّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} ٦.

أَوْ "ظُهُورِ تَشْبِيهٍ. كَصِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى" أَيْ كَآيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَخْبَارِهَا. فَاشْتَبَهَ الْمُرَادُ مِنْهَا عَلَى النَّاسِ. فَلِذَلِكَ قَالَ قَوْمٌ: بِظَاهِرِهِ فَشَبَّهُوا وَجَسَّمُوا، وَتَأَوَّلَ قَوْمٌ: فَحَرَّفُوا وَعَطَّلُوا. وَتَوَسَّطَ قَوْمٌ: فَسَلَّمُوا، وَهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ وَأَئِمَّةُ السَّلَفِ الصَّالِحِ٧.


١ انظر: المصباح المنير ١/ ٢٢٦، القاموس المحيط ٤/ ١٠٠.
٢ في ض: والظاهر.
٣ عرف الآمدي "المحكم" هو ما ظهر معناه، وانكشف كشفاً يزيل الإشكال، ويرفع الاحتمال. "الإحكام ١/ ١٦٥".
وانظر: المستصفى ١/ ١٠٦، مختصر ابن الحاجب ٢/ ٢١، الإتقان في علوم القرآن ٢/ ٢، المدخل إلى مذهب أحمد ص ٨٨، إرشاد الفحول ص ٣١، مناهل العرفان ٢/ ١٦٨، الروضة ص ٣٥، مختصر الطوفي ص ٤٨، تفسير القاسمي ٤/ ٧٨٧.
٤ في ب: المتشابه.
٥ الآية ٦٧ من البقرة.
٦ الآية ١٤١ من الأنعام.
٧ انظر أقوال العلماء في الصفات في "الإتقان في علوم القرآن ٢/ ٦، البرهان في علوم القرآن ٢/ ٧٨، الإحكام للآمدي ١/ ١٦٥، الإحكام لابن حزم ١/ ٤٨٩، المسودة ص ١٦٣، المستصفى ١/ ١٠٦، مختصر ابن الحاجب ٢/ ٢١، المدخل إلى مذهب أحمد ص ٨٨، الروضة ص ٣٥، مختصر الطوفي ص ٤٨، الشامل في أصول الدين ص ٥١٠، ٦٠٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>