للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السابع: إثبات صفتي الوحدانية والقهر]

لقد دلت السورة على إثبات صفتي الوحدانية والقهر ـ للباري سبحانه وتعالى ـ في آية واحدة منها.

قال تعالى: {لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} .

هذه الآية من السورة تضمنت اسمين كريمين من أسمائه ـ تعالى ـ هما "الواحد" "والقهار" وهذان الاسمان يشتق منهما صفتان ـ للباري جل شأنه ـ هما صفتا "الوحدانية" و"القهر" فاسمه ـ تعالى ـ "الواحد" دال على اتصاف ـ الباري سبحانه ـ بالوحدانية قال ابن الأثير١: في أسماء الله "الواحد" هو الفرد الذي لم يزل ولم يكن معه غيره٢.

وجاء في تهذيب اللغة: "الفرق بين الواحد والأحد أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد تقول: ما جاءني أحد، والواحد اسم بني لمفتتح العدد تقول: جاءني واحد من الناس، ولا تقول جاءني أحد فالواحد منفرد بالذات، وعدم المثل والنظير والأحد المنفرد بالمعنى٣.


١- هو: المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري، أبو السعادات مجد الدين، المحدث اللغوي الأصولي، ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وتوفي سنة ست وستمائة هجرية. انظر ترجمته في وفيات الأعيان ١/٤٤١، الكامل لابن الأثير ١٢/٢٨٨، الأعلام ٦/١٥٢.
٢- النهاية ٥/١٥٩.
٣- ٥/١٩٤، وتفسير أسماء الله الحسنى للزجاج ص٥٨.

<<  <   >  >>