للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الأول: دلالة السورة على الإيمان بالله تعالى]

[الفصل الأول: دلالة السورة على توحيد الأسماء والصفات]

[المبحث الأول: تعريف توحيد الأسماء والصفات]

...

[المبحث الأول: تعريف توحيد الأسماء والصفات]

هو: أن يعتقد العبد اعتقاداً جازماً أن ما أخبر الله في كتابه من أوصافه العليا، وأسمائه الحسنى، وكذا ما جاءت به الأحاديث الصحيحة من أسمائه وصفاته هي على ما يليق بجلاله وعظمته وكبريائه.

جاء في لوامع الأنوار: "وتوحيد الصفات أن يوصف الله ـ تعالى ـ بما وصف به نفسه وبما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم نفياً، وإثباتاً فيثبت له ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه، وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل. وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه ـ ويثبتون له ـ ما أثبته من الصفات من غير إلحاد في الأسماء ولا في الآيات، فإنه تعالى ذم الملحدين في أسمائه وآياته" أ. هـ ١.

ولا يعرف الإنسان ربه إلا بمعرفته بصفاته وأسمائه، فإذا ما تم له معرفة ذلك عرف ـ ربه جل وعلا ـ وحينئذ يسأل ربه ويدعوه بأسمائه الحسنى كما أمر الله بذلك في محكم كتابه حيث قال: ـ عز شأنه ـ: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ٢.

وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ٣ وقال تعالى: {اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ٤.


١- لوامع الأنوار البهية ١/١٢٩، وانظر تيسير العزيز الحميد ص١٩.
٢- سورة الأعراف، آية: ١٨٠.
٣- سورة الإسراء، آية: ١١٠.
٤- سورة طه، آية: ٨.

<<  <   >  >>