للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: عبودية الدعاء]

قبل أن نبدأ بعرض الآيات الواردة في السورة التي تبين أن الدعاء عبادة لا يستحقها إلا الله ـ جل وعلا ـ نذكر معنى الدعاء في اللغة والشرع ليتضح مفهومه أكثر.

أما الدعاء في اللغة:

فقد جاء في الصحاح للجوهري١: "ودعوت فلاناً أي: صحت به واستدعيته ودعوت الله له وعليه دعاءاً، والدعوة المرة الواحدة والدعاء واحد الأدعية" اهـ٢.

وجاء في القاموس: الدعاء الرغبة إلى الله ـ تعالى ـ اهـ٣.

وقال في المصباح: "دعوت الله أدعوه دعاءاً ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير، ودعوت زيداً ناديته وطلبت إقباله"٤.

وأما الدعاء في الشرع:

فإنه يؤخذ من التعاريف اللغوية وهو: الإتجاه إلى الله ـ تعالى ـ بطلب نفع أو دفع ضر، أو رفع بلاء، أو النصر على عدو، أو نحو ذلك.

فهذا الاتجاه بالسؤال المنبعث من القلب لله ـ تعالى ـ هو روح العبادة ومخها كما ورد بذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"٥.


١- هو: إسماعيل بن حماد الجوهري المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة هجرية.
٢- ٦/٢٣٣٧.
٣- ٤/٣٢٩.
٤- ١/١٩٤.
٥- رواه الترمذي ٥/٥٢ من حديث النعمان بن بشير رضي الله ـ تعالى ـ عنه.

<<  <   >  >>