للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: دلالة السورة على وجوب الإيمان بالقدر]

[المبحث الأول: تعريف القضاء والقدر ومعنى الإيمان به]

...

[المبحث الأول: تعريف القضاء والقدر ومعنى الإيمان به]

القضاء في اللغة:

جاء في لسان العرب: "تكرر في الحديث ذكر القضاء، وأصله القطع والفصل. يقال: قضى يقضي قضاءاً فهو قاض إذا حكم وفصل، وقضاء الشيء إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه فيكون بمعنى الخلق.

وقال الأزهري: "القضاء في اللغة: على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه، وكل ما أحكم عمله أو أتم، أو ختم، أو أدى أداء، أو أوجب، أو علم، أو أنقذ، أو أمضى فقد قضى. قال: وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الحديث، ومنه القضاء المقرون بالقدر، والمراد بالقدر التقدير وبالقضاء الخلق كقوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} ١ أي: خلقهن، فالقضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر لأن أحدهما بمنزلة الأساس، وهو القدر والآخر بمنزلة البناء وهو القضاء فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه"٢.

وأما تعريف القضاء شرعاً:

"فهو إرادة الله الأزلية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه فيما لا يزال"٣.


١- سورة فصلت آية: ١٢.
٢- اللسان ١٥/١٨٦.
٣- لوامع الأنوار البهية ١/٣٤٥.

<<  <   >  >>