للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس: التحذير من الشرك وبيان أنه محبط للعمل]

لقد ورد التحذير عن الشرك، وأنه يحبط العمل في آية واحدة، من هذه السورة قال ـ تعالى ـ {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين} .

هذه الآية من السورة بين الله ـ تعالى ـ فيها أنه قد أوحي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإلى كل إخوانه من الأنبياء ممن سبقوه بأنه لو صدر من أحدهم إشراك بالله وحاشا أن يصدر منهم ذلك لأن الله عصمهم من الوقوع في الإشراك به جل وعلا ـ ولكن هذا من باب فرض المستحيل غير الواقع ـ ولو حصل ذلك لكان سبباً في إحباط العمل وضياع الثواب ويصير صاحبه في ضمن الأشقياء الذين حرموا الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض.

وإذا كان هذا الخطاب موجهاً إلى أكرم الخلق وأحبهم إلى الله ـ تعالى ـ وهم الرسل الكرام وفي طليعتهم سيد الأولين والآخرين عليهم الصلاة والسلام فما البال بصدوره من غيرهم من بني الإنسان.

قال البغوي رحمه الله ـ تعالى ـ حول قوله عز وجل: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} يعني الذي عملته قبل الشرك وهذا خطاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد منه غيره، وقيل هذا أدب من الله ـ عز وجل ـ لنبيه وتهديد لغيره لأن الله ـ تعالى ـ عصمه من الشرك اهـ١.

وقال ابن جرير رحمة الله عليه، حول الآية نفسها:


١- تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل أنظر حاشية تفسير الخازن ٦/٧٠.

<<  <   >  >>